الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

هذه صفات الساعين للثورة..فماذا أنت صانع ياوطن..؟

                                           بسم الله الرحمن الرحيم
كل من يسعى للثورة يبدأ بتبني الدعوة للإصلاح والتغيير ثم إذا تهيأت له الفرصة انتقل إلى الثورة الشاملة والتغيير الكامل والتمكين لحزبه ومن تحالف معهم للإستيلاء على السلطة كمرحلة من مراحل مابعد الثورة للوفاء بوعد كان قبل الثورة ليتم الإنتقال بعد ذلك لسياسة الإقصاء ولغة التخوين بين رفقاء الأمس أعداء اليوم بعد التنافس على غنائم الثورة.
وهكذا تأكل الثورات أبناءها،وتحرق بنارها المشعل لها قبل غيره كما هو الغالب في تاريخ الثورات.
في مرحلة الإعداد للثورات يلبس رموز وقيادات الثورة لباس المصلحين الإجتماعيين لتوظيف كل ماهو اجتماعي لكل ماهوسياسي.
في عالم الأفكار والأشخاص والأشياء يتم خلط هذه العناصر في حركة تفاعلية وفق منظومة شبكة العلاقات الإجتماعية لخدمة الإنسان اجتماعيا ابتداء ثم استخدامه كوقود للثورة سياسيا.
هكذا هي الخلطات السرية التي ابتدعها دعاة علم الإجتماع كمالك بن نبي وغيره  لنجاح الثورات،والتي قام التلاميذ من رموز الإخوان المسلمين في السعودية بحفظها عن ظهر قلب والعمل على تفعيلها في ميدان الواقع للمجتمع السعودي.
فمن محاربة الفقر ومرورا بالتحذير من العنصرية وتكرارا للمطالبة بالإصلاح وتوظيف ذلك سياسيا وفق تعاليم علم الإجتماع السياسي كلها مرحلة من مراحل الحراك الثوري .
هذا الحراك  الثوري الذي ينقض كجارح مفترس على أمن الوطن واستقراره عندما تتوفر فرص النجاح،  وفي حال الإخفاق سرعان مايصبح كالحمل الوديع ليعود إلى المربع الأول مربع الوطني الغيور الذي لايريد إلا الإصلاح بعد أن تخلص من معاول الهدم التي كانت بحوزته  وألقى شعلة النار التي كان يحملها بيده، وأخذ يلوح بباقات الورود ومازالت تفوح من كفيه رائحة البارود.
ولكن يبقى محافظا على المحاضن التربوية وحركة التغيير الإجتماعية والطرح الثقافي والفكري في نطاق بناء مفاعل الثورة والتخصيب لمواد مولود ثوري جديد بعد الإخفاق في المرة السابقة لعل النجاح يكون حليفا لكرة لاحقة.
لايجمع البيض في سلة واحدة ففي كل ميدان ومنعطف لهم بيضة، وفي كل حدث لهم صيحة، وفي كل مناسبة لهم رقصة، وعند كل مصيبة تصيب وطنهم لهم فرحة، وفي كل جدار من جدران وطنهم يفتحون للعدو ثغرة.
لهم مراكز للدراسات الإجتماعية والشرعية والفكرية والثقافية والحضارية والسياسية والإستراتيجية ..
وهي في حقيقتها مراكز للخيانة الوطنية.
فهم مصلحون اجتماعيون، وفقهاء شرعيون، ومفكرون استراتيجيون، وسياسيون ميكافليون، ومنشدون اسلاميون، وممثلون متدينون، ومخرجون سينمائيون ، ومستشارون أسريون وسريريون،وإعلاميون محترفون، ومفسرون للأحلام ورقاة للأنام، ومعالجون شعبيون، ومبرمجون عصبيون دجالون ، ومحللون نفسيون، وصانعون لقادة المستقبل، وشعراء وأدباءومربون تربويون،  ومهرجون وفي بعض قنواتهم طباخون ، وبكاؤون وضحاكون ،وتارة يعلوهم الوقار وسرعان مايتراقصون ..
المهم عندهم لاتتركون شيئا لغيركم  فكل مايريده المواطن متوفر في سوق الإخوان مول.
مامن وسيلة لتفريق وحدة وطنهم  إلا واستخدموها، ولاأحداث تأثر في أمن الوطن واستقراره إلا وأثاروها،ولا من بدعة تضر بالسنة إلا وأحدثوها.
فالحراك الثوري له طرق متنوعة، ووسائل متعددة.
بحسب مايتحقق الربح في سوق العرض والطلب تكون الوسيلة.
ومنها بالإضافة إلى ماذكرناه الظهور بمظهر الخبير في السياسة الخارجية والداخلية الساعي لتحقيق المصلحة الوطنية لكن دراساته وتحليلاته وحلوله تصب في صالح التيار الثوري وتمهد له الطريق.
ولذلك تجد الدعاية من قبل رموزوطلائع  التيار الإخواني لمقالات السياسي فلان والمحلل الاستراتيجي علان.
ومن بعيد.. يأتي شواذ الليبراليين ومسترجلاتهم  لاهثة أنفاسهم الكريهة لعلهم يظفرون بماتبقى من لحم الفريسة.
يشاركون بالحراك الثوري وقد علت وجوههم مساحيق التجميل ،يبرزون مفاتن فكرهم وجنسهم لعلهم يحصلون على اعجاب الثور الأمريكي.
يرفعون شعارات الحرية والديمقراطية والانسلاخ من المبادئ الاسلامية لعلهم يظفرون بنظرة عطف من العجوز الشمطاء الأوربية.
يهتكون ستر نسائهم لتبدي مفاتنها أمام الكونجرس الأمريكي والبرلمان الأوربي من ضمن صفقات القوادة السياسية لكسب الموقف الغربي لدعم ثورتهم الناعمة.
ماذا تريد أمريكا لترضى؟ !  هذا شعار حملتهم وحملهم السفاح في جنينهم  العلمانية الذي  يبشرون به الأمم الغربية.
وفي الطرف الآخر تسمع الصراخ والبكاء وتشاهد الجيوب الممزقة والصدور والظهور الموسومة بسياط التعذيب في مظلومية الرساليين وسعيهم للثورة .
من تحت عمامة الولي الفقيه تخرج لتنتشر عقارب وأفاعي الثورة الخمينية بنسختها الخليجية.
تقيتهم تبيح لهم كل شيء لتحقيق الغاية.
قسم ليبرالي ،وآخر قومي تقدمي ، وآخر معمم خادم للفقيه الولي.
كل يعمل وفق مايحصله لنجاح الثورة.
الإنتشار في كل الميادين وتقمص كل الأدوار .والكل تجمعه عاشوراء لطم الخدود وشق الجيوب.
في هذا الحراك الثوري هناك لاعب ذكي يخدم الثورة بكل حرفية ولؤم، وهناك لاعب غبي يحمله على أكتافه.
في هذا الحراك الثوري هناك من يقف متفرجا لايسعى لمنع الثورة لكي توجد له حالة من الفوضى ليتم له خلط الأوراق والتخلص من الخصوم.
في هذا الحراك الثوري من يريد زرع فيروس في بوصلة سياسة الوطن الخارجية والداخلية.
في هذا الحراك الثوري هناك من يغني على ليلاه وفي سبيل عناقها لايهمه احتراق الوطن.
في هذا الحراك الثوري من يريد تحقيق مصلحته الشخصية حتى وإن غرقت سفينة الوطن.
في هذا الحراك الثوري  هناك من يجد فرصة ليشفي غليلة من جراحات الماضي ليشعل النار في جسد حاضر ومستقبل الوطن.

 وختاما : على الوطن أن يقوي سواعد جنوده، ويأخذ بيد أبنائه ،ويمكن فرسان الصدام من دروع الدفاع ورماح الهجوم.
على الوطن أن يسد كل الثغرات التي يتسلل منها الأعداء
على الوطن أن لايخذل ناصحيه ولايشمت بهم من يعاديهم ويعاديه.

على الوطن أن لاينام عند استيقاظ جموع معاديه.
على الوطن أن يعلم أن لا سعادة  ولا أمن واستقرار ولاعزة  ونصر وتمكين له إلا بمرضاة الله عزوجل وتطبيق شرع الله  والولاء والبراء والحب والبغض فيه.
حفظ الله بلاد التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين البناء الشامخ السعوديةوسائر بلاد المسلمين من كيد الأشرار ومكر الفجار
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة إلابالله العلي العظيم.
كتبه المتوكل على ربه القوي : أبو عبدالله عايد بن خليف السند الشمري




الجمعة، 11 أكتوبر 2013

الأخطار المهدّدة لبناء بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية...وسبل صدّها

                                       بسم الله الرحمن الرحيم
       الأخطار المهدّدة لبناء بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية..وسبل صدّها

إن الدولة السعودية قامت بفضل من الله عز وجل ثم بجهود الأمراء من آل سعود.
وإن العلاقة المتينة والقوية بين مؤسس الدولة الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- والعالم شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- ساهمت في هذا الوجود للدولة السعودية.
وإن الناظر إلى تاريخ الدولة السعودية يجد أنها تأسست على هذه العلاقة , وبالتالي أثمرت هذا الانسجام والتوحد بين أبناء المملكة من جهة وقيادتهم من الجهة الأخرى.
وماتم من أمن وإستقرار داخلي كان منشأه الاعتصام بالكتاب والسنة وقوة الإلتفاف من قِبَلِ الرعية على ولاة أمرها وكذلك قوة الترابط بين ولاة الأمر بقسميهم الأمراء والعلماء.
فعوامل قوة وطننا هي :
وحدة العقيدة المتمثلة بعقيدة أهل السنة والجماعة  ووحدة المرجعية الشرعية بتحكيم الشريعة الاسلامية والتمسك بالبيعة الشرعية لولاة الأمر من آل سعود وفقهم الله لمرضاته بتحكيم شرعه. 
فهذه العوامل تعتبر ثوابت وأسس لبناء وطننا العزيز مما أثمر من  التمسك بها وحدة المجتمع واستقراره سياسيا وأمنيا واقتصاديا.
وبالتالي قوة هذا البناء على مواجهة التحديات الخارجية بمختلف قدراتها وتوجهاتها وأهدافها  ووسائلها لتحقيق هذه الأهداف , تنبني على بقاء هذه العوامل القوية.
ولاشك أن الجبهة الداخلية لبلادنا تنطلق لضمان تماسكها وقوتها من قوة التزامها بتحكيم الشريعة الاسلامية وحفاظها على قوة ثوابتها.  وبتحقق قوة البناء الداخلي يصمد الوطن أمام الأخطار الخارجية.
إن التناصح المنطلق من الشعور بالمسؤولية والحرص على وحدة الوطن والحفاظ على عوامل بناءه يثمر إصلاحاً بنّاء ساهم في قوة وتماسك الجبهة الداخلية ويعطي الجبهة الخارجية القدرة على المواجهة الفعالة بعد أن ضمنت سلامة مصدر قوتها المتمثل بالجبهة الداخلية.
ولذلك يسعى الأعداء لإضعاف الجبهات الخارجية للدول والحد من قدرتها على المناورة وتحصيل مصالحها بإختراق الجبهة الداخلية والعمل على تفكيكها بعد القضاء أو الإضعاف لعوامل قوتها.
ولايمكن لأي قوى خارجية أن تقوم بهذا الاختراق إلا إذا أًوجَدَتْ أو وُجِدَت شخصيات أو جماعات ذات نزعة تدميرية للبناء الداخلي للأمة.
ولايمكن وجود سواعد مستعدة لحمل معاول الهدم لبناء أمتها إلا إذا كانت ثمة عقول قد تلوثت بأفكار ذات عقائد معادية لما تقوم عليه قوة بناء الجبهة الداخلية.
ولذلك سعى الأعداء على مختلف مشاربهم وتنوع أسباب عداوتهم إلى إيجاد مثل هذا النوع من العقول ذات النزعة التخريبية في بناء الأمة. ومما يُشترط في هذه العقول أن تكون محلية عند البروز والظهور وإن كانت الأصول التي إستمدت منها الفكر التدميري مستوردة , وذلك لكي تأخذ الأفكار التدميرية بعداً محلياً.
والواجب وفق هذه المنظومة المعادية أن تكون العقول المحلية في بداية أمرها ذات طابع تربوي إنتاجي غير مُظهر لعداوته في بداية نشره لهذه الخلايا السرطانية في أدمغة المتلقين من أبناء الوطن الذين خدعتهم ما تتمتع به هذه المجموعة من قدرة على تزييف الحقائق , وتغليف أسلحتها التدميرية بغلاف الإصلاح , أو الحمية الدينية المنسوبة للإسلام زوراً , وإنما هي حمية محدثة إستمدت أصولها من لَدُن ذي الخويصرة الخارجي .
وهكذا عبر سلسلة من العمليات في جراحة الدماغ المفتوح إستطاعت هذه النابتة أن تشكك فئة من أبناء الوطن بثوابت قواهم الداخلية , وإعادة صياغة عقولهم وِفْق مخططات الفكر الغازي وجبهاته المتعددة.
وأخذت هذه العقول بعد خضوعها لعمليات إستغرقت زمناً تتعامل مع ثوابت وطنها وِفْق ماحملته من مستورد الأفكار المعادية لهذا الوطن.
وإنقسمت هذه العقول المبرمجة للتدمير في طرق تدميرها لبناء وطنها بحسب مادة كل جبهة وطبيعة عداوتها.
فعقل (تنظيم القاعدة) بُرمِج عل أن يكون أصابع من الديناميت يتم زراعته في أحشاء أمته فينفجر منهياً وجوده أولاً وفاتحاً ثغرة في جوف أمته لكي يتسلل غيره (الإخوان المسلمون ) ممن يشاركه في أصل البرمجة ويخالفه في الطريقة والتوقيت بالإستفادة من هذه الثغرة والعمل على تدمير ما سَلِم من الأحشاء بطريقة تحمل طابع المكر والخديعة وتوظيف الحدث لصالح برمجة الأستاذ دون التلميذ مع إظهار التألم وذرف دموع التماسيح لفعل فاتح التجويف لا للمتلاعب بالأحشاء والعامل على إتلافها.
وقسم (الليبراليون) وجد من صنيع القسمين الأوليين أرضية لطرح وجوده الذي لايتم إلا بأن يتخلى الوطن عن هويته الإسلامية وتحكيمه للكتاب والسنة .

وقسم آخر ( الصفويون ) وجد الفرصة سانحة للإستفادة من هذه الفوضى التي أحدثتها الأقسام  الثلاثة وخاصة القسم الليبرالي لكي يطرح وجوده السياسي وتكتله الحزبي في المحيط الديمقراطي التعددي الذي ينادي به الليبراليون وحلفاؤهم في المرحلة من الإخوان المسلمين.
وهنا تتضح خطورة سعي خصوم بلاد الحرمين بالمطالبة لتطبيق الملكية الدستورية كنظام للحكم والذي أجمعت بالمطالبة به  خصوم الدولة السعودية من دول غربية في الخارج أوالأحزاب السياسية  التي يتضمنها التحالف المرحلي لليبراليين والصفويين والإخوان المسلمين.
وقسم آخر(القوميون) أخذ يغني على ليلاه في تاريخها الغابر فلقد حان عنده وقت التشفي.

وكل مطلع على الأصول العقدية التي بنيت عليها الأقسام السابقة وفكرها السياسي يجد أنّ لديها مشروعا لقيام دولة لايمكن لها الوجود إلا على أنقاض بلاد التوحيد والسنة بلاد الحرمين البناء الشامخ المملكة العربية السعودية حفظها الله عزوجل من كيد الأعداء.
ولقد تحالفت بعض هذه الأقسام لوجود قاسم يحمل مصلحة مشتركة بينها فدعت لفتح باب حرية الرأي دون ضابط أو قيد من قِبَل الثوابت التي تم بناء الوطن عليها.
ومن خلال طرح هذه المقدمة ذات الطابع الفوضوي يتسنى لهم الولوج إلى مقدمة ثانية يطرح من خلالها التعدد الفكري الذي لاينشأ في فراغ وإنما وفق واقع التعددية الحزبية والتي بدورها تعتبر علّة لمعلول لاينفك عنها وهو مبدأ التعددية السياسية.
مما ينتج عنه إدخال ثوابت بناء الوطن وأسس قوته وشموخه في دائرة من الزلازل الممزقة لوحدة الوطن والعاملة على تصديع بناءه.
ولذلك لابد من معرفة المخرج الآمن من الأزمات التي تواجه الوطن داخلياًّ وخارجياًّ , وعدم الإغترار بجمال مداخل المقترحات وزخارفها دون النظر إلى النتائج وعواقبها.
فإن الثعالب لايُغتر بنصحها عند إظهار ضعفها وتماوتها.
والأفاعي لايعني سلخها لجلودها أنها تخلت عن أنيابها وسمها.
وتلون الحرباء ليس بدليل على تغير فكرها وشخصها.
ومما هو معلوم فإن ثمة تفاوت بين الخطاب الخارجي والخطاب الداخلي.
فالأول تمليه سياسة الظروف الراهنة وتحصيل المصالح المشتركة والقدرة على إدارة المفاوضات لتحصيل المصالح لكيان الوطن مما يؤدي إلى بقاء ثوابته الداخلية وإستقراره وشموخ بناءه.
والناظر إلى سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين من بعده يتأكد عنده صفة الخطاب الخارجي وما تضمنه من معاهدات أمنية وشراكات إقتصادية ذات مصالح مشتركة لاتتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي بل تساعد على بقاءها وحمايتها والحفاظ عليها.
ومما قررته الشريعة الإسلامية وجوب إلتزام الجبهة الداخلية بالمعاهدات التي تم الإتفاق عليها مع القوى الخارجية من قِبَل ولي الأمر مما يحقق المصالح للمسلمين ويدرأ عنهم المفاسد قال - صلى الله عليه وسلم- (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري.
وفي معاهدات النبي - صلى الله عليه وسلم- وماقام به من صلح الحديبية خير مثال لما مضى تقريره.
ولذلك يجب الحذر من أمرين في هذا الجانب:-
الأول: تمرد الجبهة الداخلية على ماتم إبرامه من معاهدات وعقود من خلال الجبهة الخارجية.
الثاني: الخلط بين ثوابت الجبهة الداخلية ومصادر قوتها وتماسكها ومتغيرات السياسة الخارجية وطبيعة معاهداتها لمواجهة التحديات.
فإن مايحدث من معاهدات خارجية لم يتم إلا للحفاظ على ثوابت الأمة الداخلية.
وللأسف الشديد أن وجود عقول تعمل وِفْق برمجة العدو الخارجي أدى إلى إنشاء خلايا فكرية ذات واقع عملي تربوي تحرص على إستغلال الأزمات الخارجية في طرح مامن شأنه الإضرار بثوابت الوطن والعمل على إضعاف قدرة الخطاب الخارجي عند تعامله مع الأزمات الإقليمية والدولية المهددة لإستقرار البلاد.
ولذلك تجد أن الصفة المشتركة لهذه الخلايا السرطانية ذات الأفكار العدائية , أنها لاتنشط إلا عند تعرض الوطن لأخطار خارجية تعمل على إنشغال قادته والغيورين من أبناءه في مواجهة المشاكل ذات الطابع الإقليمي والدولي المهددة لأمن الوطن ومصادره الإقتصادية.
فيكون حال هؤلاء المندسين وسط جنود الوطن كحال الطاعنين في الظهور عند إنشغال الصدور.
ومما يكشف مدى خطورة هذه الخلايا المزروعة في جسد الوطن قيامها بأفعال تثير الفتن الداخلية وتستغل الأزمات الخارجية وتُوجِد حالة من العداوة مع الآخرين لكي يتحقق لها إيجاد مصادر تعمل على تهديد ثوابت الوطن لكي تجد فرصة تسمح لها بالخروج إلى السطح حتى تمارس أعمال الهدم في بناء الوطن الشامخ. وفق عملية ذات مراحل تم وضع أساسها تحت الأرض وحان وقت ظهورها في العلن.
ولكننا نجد ثمة فرق وإتفاق في التعامل مع الأخطار الخارجية والداخلية , فأما الإتفاق فإن الإلتزام بثوابت الوطن تشترك فيه المواجهة لكل من الخطرين , وأما الفرق فإن عواصف الأزمات الخارجية تتطلب قوة التماسك ومقدرة على المناورة في المواجهة لحين مرورها وإنتهاء تأثيرها , وأما نيران الأزمات والفتن الداخلية فإنها تتطلب التكاتف من القوى الوطنية والسرعة في إخمادها والقضاء على أسباب إشتعالها.
فعنصر الوقت قد ينفع أحيانا كعامل إيجابي في إدارة بعض الأزمات الخارجية لكنه يكون سلبياً عند التعامل مع الفتن الداخلية وذلك لأن التأخر في مواجهتها يؤدي إلى إتساع مساحة النار المشتعلة وزيادة أعداد الضحايا مما يصعب معه القضاء عليها , وخاصة إذا كان هناك تواطأً أو مصلحة مشتركة بين رياح الأزمات الخارجية ونيران الفتن الداخلية.
وختاماً أوجه نداءاً لكل أبناء الوطن المخلصين - وهم يشكلون الأغلبية وغيرهم شواذ كشذوذ مبادئهم - أقول لهم فيه :
ياأبناء بلاد التوحيد شمّروا عن ساعد الجد , كلٌّ في تخصصه وموقعه للحيلولة دون حدوث أي نوع من الخروقات الفكرية والتربوية والأمنية لحصن وطنكم العزيز.
وأحذرهم من السلبية والتواكل فإننا نمر بظروف إقليمية ودولية وداخلية صعبة , وزاد من صعوبتها وخطورتها وجود خفافيش الظلام الحاقدة على مصابيح الوطن والتي تسعى لإستبدالها بظلمة ماتحمله من مبادئ وأحقاد.
وليكن انطلاق الخيّرِين والمخلصين من أبناء الوطن مسلّحاً بعقيدتهم الاسلامية وإلتفافهم على قيادتهم التاريخية وصدورهم عن مرجعيتهم الشرعية للحفاظ على وحدة مجتمعهم وسلامة كل شبر من أرض وطنهم.

وهذه ثوابت الوطن في مواجهة تلكم التحديات والأخطار المهددة لبقاء وجوده
والله الموفق إلى سواء السبيل.

كتبه المتوكل على ربه القوي : أبوعبدالله عايد بن خليف السند الشمري 
في السابع من ذي الحجة لعام 1434 ه

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

لماذا نحن صامتون ؟!!..والصمت لهول الذي رأى صاح محذراً ومنذراّ

بسم الله الرحمن الرحيم
 إنتهى وقت جمع المعلومات وحان وقت تفعيل المعلومات
 لواقع يتحقق  فيه  الدفاع عن مكتسبات الوطن ووحدتة ..
 دفاع يتم فيه وضع آليات العمل ومراسيم المراحل لكي يتم سلوك الطريق بسلامة مبنية على العلم بأسبابها والحكمة في سلوك تلك الأسباب..
 لابد من حماية دفاعاتنا الفكرية..
 والحفاظ على متانة الثوابت التي قامت عليها بلادنا من دعوة للتوحيد والسنة وتحكيم للشريعة الإسلامية
ودفاعاتنا تكون وفق منهجية في المقاومة يقوم  بها فرسان في ميدان المواجهة بهمة عالية  وفدائية جريئة وسمو في  الأخلاق والقيم..
نار الثورات تحيط بنا وترمي حصون الوطن بالمنجنيق..
 وكثير من أبناء الوطن في مهب ريا ح التغيير بلا وقاية
 إعلامنا يحتضر وإعلام خصومنا كل يوم ينتصر..
نشاهد الصراعات من حولنا ومن يفتعلها هناك يتوعدنا بها هنا..
هاهي جموع أعداء الوطن تتحالف  لتوحد الجهود لإسقاط الوطن بإسقاط قناعات مواطنية فيه...
لماذا نحن صامتون؟!!!
والصمت لهول الذي رأى صاح محذراً ومنذراً
حتى أطفالنا من تأثير الإعلام أصبحوا يرددون هتافات الثائرين ..
فما دورنا لتصحيح  المفاهيم وحماية فلذات أكبادنا من نار أخذ شرارها يتطاير ليصيب الجميع...
أين دفاعاتنا الفكرية في وجه صواريخ فكرهم الغازية؟!!
أم أنها سلبية قيدت الفكر والقلم وحبست الحبر في محبرته..
هل يشك عاقل أن من ثار هناك لن يثور هنا... وقد وضعونا في مرمى واحد ورماتنا من أبناء جلدتنا هم عين فكر رماتهم  ، والراعون لثوراتهم هناك هم من يعدون العدة لرعاية ثورتهم هنا ..
                   فثورات الحاضرتمهد لثورات المستقبل                                                الدولة الاموية وضعت كامل ثقتها في قبائل عربية معينة فسقطت من قبل الجنس غير                  العربي الذي أحسن الخصوم توظيفه لنجاح ثورتهم..
 والدولة العباسية عكست جنس الموثوق بهم فآلت خلافتها فقط على صكوك النقد ودعاء الخطباء وأصبحت الدولة يديرها ثقات الأمس خونة اليوم.. فالعبرة تكون في التعامل مع القيم وتواجد علة الولاء لامع جنس معين وفصيلة الدماء ...
كم من سبب ثانوي كان داعما لإنجاح الأسباب الأولية...
 والأفكار والنظريات وجودها ذهني إذا لم تفعلها سواعد البناة كبناء شامخ في الواقع المشاهد .
لا عبرة لمعلومات نعلمها عن خصومنا اذا لم نفعل هذه المعلومات لمواجهتهم وإلحاق الهزيمة بهم في ميدان الواقع ..
 فالحرب كر وفر وخداع ومكرومواجهة ومناورات هناك لأهداف تهاجم هنا
الاحزاب السياسية  المناوئة والفرق الدينية المبتدعة  تعمل على غسيل دماغ المتلقي السعودي عبر مرحلية تبدأ بالتشكيك في الثوابت لتنتهي بالتمكين لفكر الأعداء..
عبر مواقع في الإنترنت، وقنوات فضائية ، وصحف ومجلات ومؤلفات وندوات ورحلات ودورات ومؤتمرات تربوية في ظاهرها ولكن حقيقتها مؤامرات..
 فأين جهودنا لحماية عقول أبنائنا ؟!!
 فقنوات  محسوبة علينا أصبحت خنجر في خاصرتنا ..
 وأخرى كالبلهاء في وسط القنوات المعادية تجلب عبر الكثير من البرامج العقارب والأفاعي عند احتطابها لمادة الخبر ..
وصاحبتها من خلفها مهزلة أيما مهزلة .. في حين أخذ خصومنا بنظرية تغيير الدول عن طريق تغيير الثقافات ..
 لا أزال أحذر من اللوبي العنصري النفعي القابع في الأروقة فكم أبعد عن الخطوط الأولى لدفاعات الوطن من المحبين والمنظرين الفاعلين والمقاتلين الشجعان حيث صورهم بأبشع الصور..وكذب عليهم بالخبر ..
 فقط لأنهم لا يشاركونه في نتن  عنصريته  وفخر جاهليته ...
  الحروب ساحة.. أسيادها الأبطال ......
 والخيل يمتطي.. صهوتها الفرسان ....
 والسيوف تحملها.. سواعد صناديد الرجال  

                            قف شامخا عزيزا يا وطن التوحيد والسنن


اللهم احفظ البناء الشامخ المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين قيادة وشعبا من كل مكروه ..
كتبه المتوكل على ربه القوي : عايد بن خليف السند الشمري

السبت، 12 يناير 2013

نصيحة المحبين للوطن السعودي بلد الحرمين الأمين


                         بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة  والسلام على رسول الله. أما بعد
إن دولة التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين قامت بفضل من الله تعالى على ثوابت وأسس يجب على ولاة الأمر بقسميهم من العلماء والأمراء ويتبعهم في ذلك أبناء المملكة العربية السعودية الحفاظ علي بقائها وثباتها وقوتها وذلك ببذل كل الأسباب المؤدية إلى ذلك، ومنع كل الأسباب التي تهدد بقاء وثبات وقوة أسس بلادنا الحبيبة.
والثوابت كما تمّ ذكرها في مقال سابق هي :-
1 ) – وحدة العقيدة ويقصد بها عقيدة التوحيد السلفية.
2 ) – وحدة المرجعية الشرعية والمتمثلة في الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح والذي يقوم عليه دستور الدولة السعودية.
3 ) – وحدة القيادة السياسية وشرعيتها والمتمثلة بالأسرة الحاكمة من آل سعود وفقهم الله تعالى.
4 ) – وحدة الشعب السعودي الذي يقيم في المساحة الجغرافية التي تمثلها حدود المملكة العربية السعودية.
5 ) – وحدة الإقليم  بحدوده المعروفة والمرسومة والذي تقوم عليه الدولة السعودية حفظها الله تعالى.
ولايمكن الحفاظ على هذه الثوابت والأسس إلا بالاستعانة بالله وحدة والتوكل عليه ثم ببذل كل الأسباب المشروعة المؤدية لهذا الحفظ ومنع كل الأسباب المهدّدة لسلامة هذه الأسس والثوابت.
لا سلبية في مواجهة إيجابية خصوم الدولة العقديين والسياسيين ،
ولا خمول وكسل في مقابل حماسة ونشاط أعداء الوطن،
ولا بطأ في اتخاذ القرار اللازم لحفظ الثوابت في ظل وجود حراك دولي وإقليمي ومحلي نشط وسريع يسعى لهدم الأسس والثوابت التي قام عليها بناء الوطن بفضل الله تعالى .
إن شرارة الثورات والتي تنتقل من دولة لأخرى لا يشك عاقل أن من صميم أهداف مشعليها أن تتوج في حرق البناء السعودي المحفوظ بحفظ الله  تعالى ورعايته.
فتصريحات ممثلي الخطر الدوليين والإقليميين والمحليين وأفعالهم كلها تصب في توفير الوقود للثورة المرتقبة ، وهذا مشاهد ومسموع على صعيد الواقع ولا خفية فيه.
فمعاول الهدم لأسس بناء وطننا تنوعت ما بين ديني محدث مبتدع محرِّف  يمثله الإخوان المسلمون وفكري ثقافي ليبرالي التوجه وصفوي حاقد محترق ومحرق لكل ما هو سني .
والكل قد اشترك في  التلحف  بلحاف الديمقراطية الغربية  كغاية لحراكهم الثوري ليحصل على دعم ومباركة أمريكا والغرب.
وما يقوم به الإخوان المسلمون  من دعوى التكتيك المرحلي في مطالبتهم بالديمقراطية لخداع السذج من اتباعهم والتغرير بأصحاب التدين منهم انكشف  كذبه من خلال الكتابات السياسية لرموزهم الفكريين وقادتهم الدعويين المؤصلة زورا وتحريفا لشرعية الديمقراطية .وكذلك باعتماد الديمقراطية الغربية كنظام حكم  ينص عليه الدستور في كل من مصر وتونس عندما حكمها الإخوان المسلمون فكان العمل عندهم موافقا لتأصيل قيادات الجماعة من رموز فكرية ( القرضاوي ) وقيادات للتنظيم ( المرشد بديع) ورئيس منتخب ( محمد مرسي) ومبادئ الحزب الحاكم(الحرية والعدالة).
ولخطورة الأمر لابد على ولاة الأمر من العلماء والأمراء وكل النخب والقواعد الشعبية الوقوف كالبنيان المرصوص للحفاظ على أسس بناء الوطن السعودي ، والتصدّي لمعاول الهدم وحامليها من الذين تحالفوا لهدم بناء وطننا بهدم الأسس التي قام عليها.
فلابد من نشر السياسة الشرعية المبنية على الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في مواجهة السياسات الغربية الكافرة وحليفتها السياسات البدعية المحدثة.
ولابد من وجود هيئة علماء شرعيين تمتاز بالقوة العلمية المستندة للكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ولها قدرة في البحث والمناظرة وشجاعة وبسالة في المواجهة لخصوم دعوة التوحيد السلفية ودولتها.
هيئة سالمة من الاختراق من قبل الإخوان المسلمين وغيرهم من أهل البدع المعادين لدعوة التوحيد السلفية وللدولة القائمة عليها الدولة السعودية.
لابد من تفعيل كل النخب على اختلاف تخصصاتها وكوادرها العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية  وتوفير كل وسائل الإعلام لها لتقوم بدورها المطلوب تجاه سلامة بناء الوطن ووحدته.
لابد من وقاية  عقول المتلقين من كل فكر ضال ومعادي لأسس استقرار وصمود بناء وطنهم.
لابد من توظيف الأموال في صالح استقرار الوطن بسد حاجة مواطنيه.
إن الوقت يمر بسرعة بالنسبة لنا وبالنسبة لخصومنا فالإسراع بمسك زمام المبادرة والوقوف على أرض المواجهة بثبات وحسن استخدام لسلاح الفكر والمال والإعلام سوف يحقق لنا النصر بإذن الله تعالى فهو حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم احفظ بلاد التوحيد والسنة البناء الشامخ بلاد الحرمين الشريفين السعودية من كل مكروه قيادة وشعبا.
كتبه المتوكل على ربه القوي :- عايد بن خليف السند الشمري
         بتاريخ:- 30/ 2 /1434