الاثنين، 2 نوفمبر 2015

حتى لا نُخدع : تنظيم الإخوان السعودي.. الأصل والغاية والمرحلة والتكتيك

                                                                              بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد
الإخوان المسلمون السعوديون في عملهم الحزبي وحراكهم الميداني في مجال التنظير والعمل  ،وفي التأصيل والتفريع ، وفي المواجهة والمناورة ،وفي حال الضعف والقوة، وفي حال الإعلان والسرية ،وفي حال الحرب والمهادنة.
يبقون على الأصل الذي قام عليه تنظيمهم وتأسس عليه حزبهم وهو عدم شرعية النظام الحاكم ووجوب إسقاطه ليحل التنظيم برموزه وكوادره محله مع فتح المجال لمشاركة من تحالف معهم في مشروعهم الإنقلابي ومن في كسبه فائدة لحصول التأييد الدولي لدولتهم في حال قيامها.
هذا هو الأصل وهو عينه الأصل الذي أسس حسن البنا  حزب الإخوان المسلمين عليه لتلتزم الفروع القطرية ومنها الفرع السعودي بذلك .
وهذا الأصل هو الذي تنبني عليه غاية العمل الحزبي والحراك الميداني للتنظيم.
لكن الغاية لتحقيقها لابد من مرورها بمراحل وهذا مايعبر عنه بالعمل المرحلي للحزب والجماعة.
ويشترط بالعمل المرحلي أن يصل إلى الغاية وينطلق من الأصل ولايخالفه.
فعلى سبيل المثال:
قد تقتضي المرحلة السرية، وقد تتحول في مرحلة أخرى للعلن .
وقد تقتضي المرحلة الفردية في قيادة  الحراك الشعبي والجماهيري ، وقد تتطلب وجود الحلفاء من الأحزاب الأخرى في القيادة  كما حصل في ثورات الربيع العربي.
لكن تبقى الغاية وهي سقوط النظام الحاكم هي الثابتة التي لاتتغير مهما تغيرت المراحل المفضية إليها.
وهي التي يشترط في كل مرحلة مهما بلغت من السرية أو الضعف ألا تعمل على نقضها.
ولذلك يبقى كل الرموز والمنظرين والقياديين ومؤلفاتهم  كحسن البنا وسيد قطب وسعيد حوى وفتحي يكن ويوسف القرضاوي ومحمد سرور..الخ من الأموات والأحياء المعاصرين ممن تتحقق الغاية بهم هم المراجع والمصادر في كل المراحل على اختلاف أحوالها.
ويبقى الخطاب الحزبي من نزع الشرعية عن السلطة الحاكمة وأحقية الحزب منفردا أو متحالفا بحكم البلاد هو المهيمن على سائر الخطابات ،سواء كان معلنا عنه أوسريا.
ولذلك تجد تنظيم الإخوان السعودي على مر تاريخ الدولة السعودية الثالثة وعبر تعاقب الملوك رحمهم الله  في الحكم لم ينقض أصله ولم يتخل عن غايته بل ولم يترك العمل المرحلي المنطلق من الأصل والموصل للغاية.
ولكن المناورة كانت في التكتيك .
فالأصل والغاية ثابتتان والمراحل متحركة ومتغيرة لكنها تنطلق من الأصل لتحقق مع مرور الزمن وتغيرالأحوال من القوة إلى الضعف وتبدل  الظروف المحلية والإقليمية والدولية  الغاية التي نشأ من أجلها الحزب والتنظيم.
فالتكتيك قد يقتضي الثناء على السلطة لحماية المرحلة ومن باب أولى الأصل والغاية.
والتكتيك قد يقتضي المهادنة المؤقته والتي تبقي على منجزات المرحلة لكن تقتضي التوقف أو الإقلال من العمل مؤقتا.
وكمثال على ذلك يقول يوسف القرضاوي   عراب تنظيم الإخوان السعودي والعالمي  موصيا القائمين على الحركة كتكتيك لحماية مكتسبات المرحلة والحفاظ على الأصل والغاية  في التعامل مع بعض الحكام : ( وهؤلاء يمكن التسلل إليهم عن طريق مابقي من خير في أعماقهم ، ومخاطبة الدم الإسلامي في عروقهم ، من ناحية ، وطمأنتهم على كراسيهم وسلطانهم ، في المرحلة الراهنة على الأقل ).
ويتابع : ( لا مانع من عقد مثل هذه الهدنة أو هذه الاتفاقية مع الحكام ، وإن كانت الحركة لا ترضى عن وجهتهم ولا سلوكهم ، ولكن في ضوء فقه الموازنات ، رأت أن هذا الوقف أولى من المقاطعة الصارمة أو المعاداة الدائمة .
على أن  ما يجب التحذير منه هو أن يؤدي ذلك إلى الممالأة لهؤلاء الحكام ، وكيل المدائح لهم . ففرق كبير بين أن تهادنهم وأن تداهنهم ! ). اتنهى
من كتاب: أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة.ص/174 تحت عنوان: (الحوار مع عقلاء الحكام ).
فإذا كان عقلاء الحكام وممن في أعماقهم خير وفي عروقهم دم إسلامي يتعامل معهم تنظيم الإخوان بتوصية من القرضاوي  بالخداع والمهادنة حتى تحين ساعة الإنقلاب عليهم  فكيف بمن يكفرونهم بالليل والنهار ويصفونهم بالإستبداد والديكتاتورية.
وفي مؤلفات تنظيم الإخوان من فقه للحركة ومن معرفة للثوابت والمتغيرات وفقه الموازنات وفقه الأولويات ما يعطي القائمين على التنظيم المرونة والمناورة في التكتيك والتغيير بحسب الظروف والأحوال للمحيط الداخلي للتنظيم والمحيط الخارجي الذي يعيش فيه .

فلذالك لابد  من معرفة مايلي:
1 ) - الأصل.
2 ) - الغاية.
3 ) - المرحلة.
4 ) - التكتيك.
عند تنظيم الإخوان المسلمين السعودي وحتى عند غيره من التنظيمات الحزبية الأخرى من ليبرالية وقومية واشتراكية وصفوية..الخ.
لكي نتمكن من حماية بلاد الحرمين الشريفين بلاد التوحيد والسنة البناء الشامخ المملكة العربية السعودية من كيدهم وخطرهم.
ولابد عدم الخلط بين ماهو تكتيكي وماهو مرحلي .
فإن المخترقين والرماديين وسماسرة الأحزاب المهددة لبلادنا بشكل عام وتنظيم الإخوان المسلمين بشكل خاص يزوّرون الحقائق ويلبّسون في عرضها لكي يخدعوننا بتقية التكتيك عن  حقيقة خطر المرحلة والأصل والغاية.
وهناك من يقع في ذلك التلبيس والفهم  جهلا منه بحقيقة تنظيم الإخوان المسلمين وخدعهم  لا عن عمد وقصد سيئ.
ولذلك لاتجد تنظيم الإخوان المسلمين يمدح أو يوجه أتباعه وجماهيره للعلماء وطلبة العلم السلفيين ومؤلفاتهم وخاصة مايتعلق في السياسة ونظم الحكم والموقف من الحاكم ، لأن ذلك يهدم أصلهم ويسقط غايتهم ويدمرمرحليتهم ويكشف للشعوب حقيقة مرجعياتهم وما تتصف به من بدع وضلال وجهل.
فلا ينبهر المتابع بتكتيك يراه  لرموز الإخوان المسلمين اقتضته المرحلة لحماية الأصل وعدم عرقلة الوصول للغاية من تقية مادح ومهادنة خائن ومخادعة ماكرعن حقيقة هذا التنظيم وخطورته وخداعه.
لعل في هذا مايكفي لمن أراد الحق والمعرفة وأما من عصَّب بصره وبصيرته بعصائب الحزبية والمناطقية والنفعية واغتر بعقله فلا حيلة به إلا الدعاء له بالبصر والبصيرة والهداية للحق .
حفظ الله بلاد الحرمين السعودية قيادة وشعبا من كل مكروه.

كتبه الفقير إلى عفو ربه : عايد بن خليف السند الشمري.
الإثنين : 20 /محرم /1337 ه الموافق 2 / نوفمبر/2015