بسم الله الرحمن الرحيم
الكشف عن مخططات الإخوان المسلمين:- المخطط الخامس/ دور تنظيم الإخوان المسلمين في قيام الثورات الشعبية.
الدليل الأول : لقد صرح الدكتور يوسف القرضاوي بكل وضوح أن حركة الإخوان المسلمين تنجح ثورتها عندما تستطيع تحريك الشعب معها للقيام بالثورة.
وأن ذلك يتطلب جهدا وإعدادا مسبقا للتغلغل في كل مفاصل حياتهم والاندماج معهم .
فتحت عنوان ( الحركة الإسلامية وجماهير الشعب ).
قال القرضاوي مانصه :- (( إنما تنجح الحركة حقا يوم تستطيع تحريك الشعب معها ، وأن ينتصر لها ، ويغضب لغضبها ، ويرضى برضاها ،ويقدر مواقفها وجهودها ، ويلعن خصومها ،وأن تجعل همها اندماج الحركة في الشعب ، بحيث تجري فيه كما يجري الدم في العروق والشعيرات ، وتختلط به كما يختلط الروح بالجسد ، أو النور بالعين ، فلا يستطاع فصل الحركة عن الشعب ، ولاعزل الشعب عن الحركة .
وهذا لايتم إلا يوم تتبنى الحركة هموم الناس ، وتنفعل بقضاياهم ، وتفرح لفرحهم وتأسى لأساهم، وتشاركهم في سرائهم وضرائهم ،ترقص معهم إذا طربوا ، وتبكي معهم إذا حزنوا، وتثور معهم إذا ثاروا ، فهي منهم ، وهم منها ،وهي لهم،وهم لها ))
من كتاب:أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة –للقرضاوي-ص/ 57-58
قال أبوعبدالله :- ولذلك تجد أن تنظيم الإخوان المسلمين يسعى للسيطرة على المراكز الاجتماعية وجمعيات البر الخيرية والقنوات الإعلامية والمناشط الدعوية ومراكز الفتيا وجمعيات النفع العام ومنابر المساجد وجمعيات تحفيظ القرآن والنشاط الطلابي في المدارس والجامعات والشئون الدينية في القطاعات العسكرية.
فبرامج للنساء وبرامج للشباب وبرامج للأسر.تجدهم في الأندية الرياضية وفي الملتقيات الشبابية والأسرية والمخيمات الدعوية والترفيهية في العطلات والأماكن السياحية .
تواجدهم في كل منعطف، وعند كل زاوية، وفي كل مناسبة ، وفي وسط كل احتفال،وعند كل حدث يوظفونه لزيادة رصيدهم الجماهيري وسحب الجماهيرعن خصومهم .
ومما يكشف لنا أن كل ما مر بنا إنما يوظف سياسيا وثوريا لصالح تنظيم الإخوان المسلمين مايقومون به من حرب ضروس وتشويه لصورة كل من يزاحمهم في ماذكرنا من الأمور ولكنه يخالفهم في توجههم السياسي والثوري والدعوي ضد السلطة الحاكمة في بلادنا المملكة العربية السعودية حفظها الله تعالى من كيدهم .
الدليل الثاني : - ويضرب القرضاوي مثالا على نجاح الثورات الشعبية بالثورة الصفوية في إيران التي قام بها الخميني فيقول مانصه :- ((وفي إيران-حيث يكون الشيعة الإثنا عشرية أغلبية الشعب-انطلقت حركة(الإمام الخميني)التي تقوم على(ولاية الفقيه)بدلا من انتظار الإمام الغائب، ونيابة عنه، فقاوم طغيان(الشاه)وفساده، وأوذي في سبيل ذلك ما أوذي، ونفي إلى خارج البلاد، ولكنه ظل يبعث برسائله وأشرطته إلى قواعده في إيران، يحرك الساكن، ويقوي المتحرك، وينبه الغافل، ويشد عزم المتنبه، حتى تجاوبت جماهير الشعب مع قائد الثورة الإسلامية، وتحركت كالسيل الهادر، ولم تجد أسلحة الجيش الموجهة إلى صدور الناس، ولا مكر جهاز(السافاك)ولا غيرها فتيلا أمام إصرار الجماهير، فسقطت الإمبراطورية العلمانية، وفر(الشاه) الذي كان يعتبر شرطي الغرب في المنطقة، وصديق إسرائيل، ولم يجد أرضا تقبله، غير مصر السادات، وقامت(الجمهورية الإسلامية) التي كانت قذى في عين إسرائيل وأمريكا التي أطلق الخميني عليها اسم(الشيطان الأكبر)) انتهى.من كتاب :- أمتنا بين قرنين للقرضاوي . ص / 72
ويؤكد القرضاوي أهمية الثورات الشعبية بالتمثيل بالثورة الإيرانية وثورة جبهة الإنقاذ في السودان فيقول مانصه :- (( دولتان للإسلام: ومن ثمرات هذه الصحوة ودلائلها الحية: قيام ثورتين إسلاميتين، أقامت كل منها دولة للإسلام ،تتبناه منهجا ورسالة، في شئون الحياة كلها: عقائد وعبادات، وأخلاقا وآدابا، وتشريعا ومعاملات، وفكرا وثقافة، في حياة الفرد، وحياة الأسرة، وحياة المجتمع، وعلاقات الأمة بالأمم.
أما الثورة الأولى: فهي الثورة الإسلامية في إيران، التي قادها الإمام آية الله الخميني سنة(1979م)، وأنهت حكم الشاه الذي بلغ في الفساد مابلغ، والذي كان يعتبر شرطي الغرب وحضارته في الشرق الأوسط، والذي كانت له علاقة وطيدة بإسرائيل.
وأقام الخميني دولة للإسلام في إيران على المذهب الجعفري، وكان لها إيحاؤها وتأثيرها على الصحوة الإسلامية في العالم، وانبعاث الأمل فيها بالنصر، الذي كان الكثيرون يعتبرونه من المستحيلات.
والثورة الثانية: هي ثورة الإنقاذ الإسلامية في السودان، سنة(1989م)أي بعد ثورة إيران بعشر سنوات، وقد أنهت حالة الاضطراب والفوضى التي أصابت السودان بعد حكم الأحزاب، والتي كان يمكن أن يثب على الحكم فيها بعثيون أو شيوعيون، فانتهزها الإسلاميون فرصة، وقاموا بهذه الثورة البيضاء، التي لم ترق فيها قطرة دم واحدة، وقد أخفت الثورة وجهها الإسلامي في أول الأمر، حتى لا تقف في طريقها كل القوى المحاربة للإسلام، في الداخل والخارج، واعتقلت الشيخ حسن الترابي مع الزعماء الآخرين، وهو الرأس المدبر للثورة، وكان هذا من الحكمة التي يفرضها الواقع، ويجيزها الشرع، فالحرب خدعة. وقد تجلت هذه الحكمة حين بدأ ينكشف القناع عن وجه الثورة الحقيقي، فإذا الذين أخذوها بالأحضان تنكروا لها، وإذا المؤامرات تكاد لها، والحصار يضرب عليها، من العرب من حولهم، ومن الغرب عامة، والأمريكان خاصة، ولكن الله تعالى حفظ هذه الثورة التي دفعت الناس إلى العمل والإنتاج، ليأكلوا مما يزرعون، ويلبسوا مما يصنعون، ويعتمدوا بعد الله على أنفسهم.
أقامت ثورة الإنقاذ في السودان دولة للإسلام على المذهب السني، وعلى الفقه المنفتح للاجتهاد والتجديد، والذي يراعي ظروف الزمان والمكان والإنسان، وأخذ الدين دوره في توجيه الحياة، وصبغها بصبغته الربانية(صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً...) (البقرة/ 138).
وظهر ذلك في التربية والتعليم، وفي الثقافة والإعلام،وفي التشريع والدستور، وفي الدفاع والجهاد، كما في جيش الدفاع الشعبي، وغيره من مؤسسات الدولة...)انتهى. من كتاب:- أمتنا بين قرنين للقرضاوي . ص/ 112-113
الدليل الثالث:- ومانقلناه عن القرضاوي سيد المرحلة الراهنة لتنظيم الإخوان المسلمين هو ما تأسس عليه تنظيم الإخوان المسلمين.
فيؤكد لنا حسن البنا أن تهيأت الجماهير مرحلة لابد منها لنجاح الثورة أو الإنقلاب عندما يقوم الإخوان المسلمون بذلك . يقول مانصه :- (( وأما التدرج والإعتماد على التربية ووضوح الخطوات في طريق الإخوان المسلمين ، فذلك أنهم اعتقدوا أن كل دعوة لابد لها من مراحل ثلاث :- مرحلة الدعاية والتعريف والتبشير بالفكرة وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب ، ثم مرحلة التكوين وتخير الأنصار وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج . وكثيرا ماتسير هذه المراحل الثلاث جنبا إلى جنب نظرا لوحدة الدعوة وقوة الإرتباط بينها جميعا الداعي يدعو ، وهو في الوقت نفسه يتخير ويربي ، وهو في الوقت عينه يعمل وينفذ كذلك
ولكن لاشك في أن الغاية الأخيرة أو النتيجة الكاملة لاتظهر إلا بعد عموم الدعاية وكثرة الأنصار ومتانة التكوين )) انتهى .من كتاب :- مجموعة رسائل البنا ص/ 125 – 126
الدليل الرابع :- ويؤكد لنا محمود عبدالحليم بأن مواجهة الحكام لاتتم إلا بعد تكوين القاعدة الشعبية كما هو مقرر عند الإخوان المسلمين ولذلك لم يقم حسن البنا بمواجهتهم قبل ذلك فيقول عن حسن البنا مانصه :- (( فإنه كان يعلم أن قوة صوته مرهونة بقدر القطاع الشعبي الذي يتكلم باسمه ويعبر عن مشاعره فكان صوته في أول الأمر يصل إلى هؤلاء السادة في بروجهم المشيدة خافتا ضعيفا لايكاد يسمع ، ثم أخذ في الإرتفاع حتى صار آخر الأمر قويا مجلجلا )) انتهى . 2 / 368 من كتاب : الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ.
الدليل الخامس :- ويؤكد محمود عبدالحليم أن الإخوان المسلمين يعملون على إعداد الشعب للثورة الشعبية في حالة قيام الإخوان المسلمون وحلفائهم من الأحزاب السياسية الأخرى بالانقلاب فيقول مانصه :- (( وخلاصة القول هي أن الإخوان في خلال هذه الفترة أعدوا أنفسهم في هذه الناحية وأعدوا الشعب تمام الإعداد وتلاقت عندهم كل الجهود العاملة على تغيير الوضع ، وأخذوا فعلاً في وضع خطة العمل )) انتهى. 2/ 541 – من كتاب :- الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ .
الدليل السادس:- ويؤكد محمود عبدالحليم دور تنظيم الإخوان المسلمين في تحريك القوة الشعبية
فيقول مانصه :- (( أن هذه الأحزاب كانت حريصة على معرفة رأي الإخوان ، علما منهم بأنه هو الرأي الذي يجب أن يَنْزل الجميع عليه ،لأنه هو الرأي الذي تسنده القوة الشعبية المنظمة المتغلغلة في جميع الأوساط )) انتهى .3 / 54 من كتاب :-الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ .
الدليل السابع :- ويضع لنا النقاط على الحروف صلاح شادي عضو تنظيم الإخوان المسلمين المعاصر لحسن البنا ورئيس نظام الوحدات المسئول عن التنظيم السري الخاص برجال وزارة الداخلية التابع للإخوان المسلمين ، مؤكدا الدور الشعبي في نجاح انقلاب عام 1952 ونجاحه في إسقاط الحكم الملكي في مصروالذي كان الإخوان المسلمون يقودون هذه الثورة الشعبية فيقول مانصه :- (( واتُّفِقَ على أن يتولى الإخوان مسئولية الانقلاب وحمايته والدفاع عنه من الناحية الشعبية ،أي أن الضباط الأحرار يقومون بالجانب العسكري في الانقلاب ويقوم الإخوان بالجانب الشعبي)) انتهى من كتاب صفحات من التاريخ لصلاح شادي . ص / 126.
ويقول كذلك صلاح شادي مانصه :- (( الموقف الداخلي :
استعرض الموجودون ردود الفعل المحتملة في الداخل ، وكان الرأي المتفق عليه أن القوى الشعبية بصفة عامة سوف تؤيد الإنقلاب ولن يوجد بينها من يدافع عن الملك ونظامه بما في ذلك الأحزاب ، إلا أنها سوف تحاول كسب ثمار الانقلاب أو السيطرة على القائمين به ، لتوجيههم لمصالحها
الأمر الذي ينبغي وضعه في الإعتبار ، وعدم السماح لهم بذلك )) انتهى من كتاب: صفحات من التاريخ لصلاح شادي .ص م 126
الدليل الثامن :- ويؤكد لنا المرشد السادس مصطفى مشهور أن بناء دولتهم يسبقه توفير القاعدة الشعبية له فيقول مانصه :- (( الجمهور المسلم في مجتمعاتنا هو حقل الدعوة الذي نعمل فيه ، ورصيدها الذي يدعم الصف بالعناصر المؤمنة المجاهدة،وهو القاعدة التي سيقوم عليها البنا ء فالأصل أن نلتحم بهذا الجمهور ، وأن نتعامل مع كل فئاته وطوائفه ، والإنحراف أن نعتزل عنه أو أن نهتم ببعض فئاته ونهمل غيرها )) النتهى . 1 / 209 من كتاب : من فقه الدعوة .تأليف المرشد السادس للإخوان المسلمين :- مصطفى مشهور .
الدليل التاسع :- ويبين لنا المرشد السادس مصطفى مشهور أهمية قيام حركة الإخوان المسلمين باستقطاب الجماهير للوقوف معها ومناصرتها ويذكر بعض وسائل الاستقطاب كأعمال البر والخدمات الاجتماعية فيقول مانصه :- (( وثمة نظرة أخرى ننبه إليها وهي ألا يقتصر تعامل الحركة مع هذه المجتمعات على استقطاب أفراد منهم للصف ولكن تسعى إلى تحويل أكبر عدد من أفراد المجتمع ليكونوا مسلمين صالحين مناصرين ومحبين للحركة وراغبين في تحكيم شرع الله ولو لم يكونوا منتمين للحركة .
وهذا الهدف له وسائله الخاصة التي قد تختلف بعض الشيء عن وسائل التجنيد للصف يلزم الأخذ بها ، ومن أمثلة ذلك مجال البر والخدمة الإجتماعية )) انتهى.
من كتاب : من فقه الدعوة لمصطفى مشهور 1/ 368
قال أبو عبدالله :- فنص المرشد السادس للإخوان المسلمين على أن طرق كسب الجماهير وتكوين القاعدة الشعبية التي يستخدمها الإخوان المسلمون عند القيام بالثورة لها وسائلها الخاصة والتي من ضمنها مجالات البر والخدمات الاجتماعية .
وختاما :- لعل ماذكرته من الأدلة يكفي لمن أراد الوقوف على حقيقة تنظيم الإخوان المسلمين ودورهم في الثورات الشعبية والعمل على تغيير مفاهيم الشعوب واستعدائهم على الحكام للقيام بالثورات لصالح وصول التنظيم لكراسي السلطة .
ولعل كشف المخطط الخامس الخاص بدور الإخوان المسلمين في الثورات الشعبية وما سبقه من الكشف عن المخططات السابقة في مقالات قد سبقت هذا المقال يكون نذير بخطر التحالف الليبرالي الإخواني الصفوي الذي يهدد أمن واستقرار بلادنا الحبيبة أرض الحرمين الشريفين البناء الشامخ المملكة العربية السعودية .
اللهم أنت الرحمن الرحيم فاحفظ بلاد التوحيد والسنة بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية من كيد الأشرار ومكر الفجار وسائر بلاد المسلمين.
كتبه:- المتوكل على ربه القوي / عايد بن خليف السند الشمري