الأحد، 24 أغسطس 2014

الحراك الثوري في السعودية..المصادر والتطبيقات

                                      بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله . أما بعد
إن الثورات الشعبية تعتمد على عملية التغيير في أفكار الشعوب الثائرة بحيث يصبح المشروع الثوري هو المسيطر على العقل الجمعي لدى المجتمع بشكل عام أو لدى قسم كبير منه بحيث تنجح الثورة عند تحركه ميدانيا للقيام بها.
 بل حتى الأقلية المنظمة المتفقة على فكرتها قد تتغلب على الأكثرية المتفرقة المتناحرة فيما بينها والتي تتملكها السلبية في التحرك المضاد للثورة في مقابل التفاعل الإيجابي عند الطرف الثائر.
ويسبق الثورة مرحلة التغيير الفكري للعقل المجتمعي من خلال القيام بصياغة وبرمجة مفردات وجزئيات الفكر لدى مكونات المجتمع بما يتناسب مع أهداف الثورة والإيمان بضرورة قيامها كواقع بديل لنظام سابق وواقع سياسي واجتماعي كان سائداً.
فالقوى الفكرية التي تقود وتخطط للثورة من خلال المتابعة وُجد أنها تعمل  على ستة أمور  في البدايات الأولى للثورة في بلادنا السعودية حفظها الله :
الأول :  الفقه الشرعي الذي يعتمد عليه النظام الحاكم في كسب شرعيته وحرمة الخروج عليه يتم تحريفه لصالح القوى الثائرة عن طريق حملة اعلامية ممنهجة لإسقاط المراجع العلمية وتحريف النصوص الشرعية لنزع الشرعية عن النظام الحاكم وإضفاء الشرعية على الحركات الثورية الخارجة ومشروعها السياسي الناتج عن خليط مكون من الليبرالية والنظم الغربية الديمقراطية وتحريفات محدثة لجماعات سياسية تزعم أنها تمثل الإسلام.
الثاني: هدم كل القناعات الفكرية لدى المجتمع بصلاحية وضرورة بقاء النظام الحاكم وتحطيم كل النظم الاجتماعية التي يرتكز قيام النظام عليها.

الثالث: بناء قناعات فكرية لصالح المشروع الثوري على أنقاض
ما تمَّ هدمه من قناعات فكرية كانت تمثل الخطوط الأمامية في الدفاع عن استقرار الوطن ووحدة مجتمعه وتلاحم قيادته مع قاعدته الشعبية .
الرابع: التسويق الإعلامي لرموز دينية واجتماعية وسياسية من منظري الحراك الثوري محلية كانت أو خارجية  لتحل محل ما تمَّ تنحيته إعلاميا من مراجع دينية واجتماعية وسياسية  كانت تمثل حاجزاً وسداً شرعياً وفكرياً وثقافياً واجتماعيا في وجه الفكر الغازي للتيارات الثورية المتحالفة.
الخامس: الاتصال والتعاون مع قوى إقليمية ودولية ومنظمات حقوقية غربية ومؤسسات اعلامية تعمل على دعم الحراك الثوري عالميا وإقليميا عند قيامه والمسارعة للاعتراف بشرعية النظام السياسي الناتج عنه عند نجاحه.
السادس : تحرير الفكرة الثورية من كونها مجسدة في العقل الحزبي للمنتمين للأحزاب والتنظيمات الثورية المتحالفة لتكون فكرة مجردة يتم بثها ونشرها في الهواء لكي يتلقاها كل العقول التي تمثل العقل المجتمعي وتنتسب للقاعدة الشعبية عبر الإعلام المرئي والمسموع والمقروء الذي تمتلكه أو تخترقه المكونات المتحالفة للحراك الثوري عملا بنظرية منظر الثورات الشعبية مالك بن نبي في تحرير الفكرة المجسدة لتكون فكرة مجردة يسهل انتقالها لتكتسح أكبر مساحة من العقول في المجتمع الذي يراد إحداث الثورة فيه.
ولذلك تجد الحرص الشديد من قبل مكونات الحراك الثوري على السيطرة على الإعلام بجميع أقسامه بل وحتى الرسمي منه وخاصة الصحافة المقروءة والقنوات المرئية.
ومن خلال هذه الأمور يتضح لنا الخطوط العريضة للعمل الثوري لتبقى تفاصيل وجزيئيات تحقيق ذلك تدور في التطبيقات المرحلية والجزئية لتحقيق نجاح الثورة في حال قيامها.
ولعل المتابع للحراك الثوري في السعودية يجد أن الأمور الستة الآنفة الذكر هي المعمول بها في فترة قيام الثورات فيما يسمى بالربيع العربي ، بل ويتأكد له ذلك من خلال ثبوت العلاقات الفكرية والعملية لمكونات الحراك الثوري السعودي مع القوى الصاعدة في الثورات العربية من إخوانية أو ليبرالية أو قومية اشتراكية.
وعند الاستقراء والمتابعة لعالم الأفكار الخاص بالثورات الشعبية وما أنتجه من عقول في عالم الأشخاص ومؤلفات تخدم هذا التوجه يجد أن علم الاجتماع السياسي يقوم بالدور الرئيس في هذا العالم حيث  يتم من خلال علم الاجتماع السياسي: توظيف كل ما هو اجتماعي لمكسب سياسي تفوز به القوى الثورية.
كيف وقد أضيف لذلك تحريف الدين لحكم الدنيا.
ولعل من المراجع الكبرى للتيارات الثورية هو المفكر الاجتماعي ( مالك بن نبي ) الجزائري الأصل والفرنسي الدراسة والنشأة الثقافية والذي أقام قرابة ثلاثين عاماً في بلد (الثورة الفرنسية) التي يتغنى بغزلها عشاق الثورات من ليبراليين وشيعة وإخوان مسلمين. وكان من كتاب صحيفة (الليموند الفرنسية) وعامة كتبه كانت باللغة الفرنسية وترجمت بعد ذلك للعربية.
وكان من مناصري ( جمال عبدالناصر) واستضافه في مصر لكي ينطلق في نظرياته الثورية للتغيير وفق ثقافة مؤلفة من مفكري الغرب الليبرالي والشرق الشيوعي الاشتراكي كما هو واضح عند ذكره لمراجعة من كتب وشخصيات.
وفي السنوات الأخيرة لوحظ اهتمام كبير من قبل منظري التيارات الثورية على اختلاف إيدلوجياتها بفكر( مالك بن نبي ).
فنجد منظراّ فكريا شيعيا سعوديا كزكي الميلاد يكتب مقالات في فكر مالك بن نبي نشرتها صحيفة عكاظ  ويؤلف كتابا يضع فيه خلاصة أفكار مالك بن نبي الثقافية والاجتماعية ومشروعه للتغيير بعنوان: (مالك بن نبي ومشكلات الحضارة ..دراسة تحليلية نقدية ) طبعته الأولى كانت في عام: 1413- 1992.
وقامت الدكتورة  السعودية: نورة خالد السعد بطرح موضوع: ( التغيير الاجتماعي في فكر مالك بن نبي ) دراسة في بناء النظرية الاجتماعية لنيل شهادة الدكتوراه في عام: 1416-1996 من قسم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية.
وقدمت الشكر في مقدمة كتابها للدكتور أبوبكر باقادر أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الذي قالت فيه:( والذي كان له الفضل في معرفتي بمؤلفات مالك بن نبي) ص/6
وللدكتور عبدالله بن حمد العويسي أستاذ الثقافة الاسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية والذي سبق أن أعدّ دراسة عن حياة وفكر مالك بن نبي عند حصوله على درجة الماجستير في عام 1406-1986.
والذي قالت فيه: ( فقد كان لملاحظاته الدقيقة دور مهم في مساعدتي على تحليل أفكار مالك بن نبي ) ص/6
وأما الدكتور سلمان العودة فلقد ضمن موقعه الخاص به الإشادة بفكر مالك بن نبي والتعريف بكتبه ومن مواضيع موقعه:
1 ) -  مالك بن نبي..دراسة استقرائية مقارنة / تأليف :مولاي الخليفة لمشيشي.
2 ) -  في صحبة مالك بن نبي /تأليف عمر مسقاوي .
3 ) – العروج الحضاري بين مالك بن نبي وفتح الله جولن.
تأليف : الدكتور فؤاد عبدالرحمن البنا.
بالإضافة ما تضمنته مقالات سلمان العودة من نقولات عن مالك بن نبي والحث على كتبه وفكره.
والمتابع لرموز التيارات الثورية يجد الاهتمام البالغ من قبلهم بفكر وكتابات مالك بن نبي بل وحتى مؤلفات الليبرالي الرافضي علي شريعتي مهندس الثورة الإيرانية وذلك لأهميتها في التنظير والتأصيل لحركات التغيير الثورية الشعبية .
والمتابع للخط الفكري عند تنظيم الإخوان السعودي يجد أنه جعل الاعتماد على فكر سيد قطب ثانوياً في مرحلة الثورات الشعبية بعد أن كان أولياً في مرحلتهم في الثمانينات والسبعينات وأوائل التسعينات تلك المرحلة التي كانت تعتمد على عملية انقلاب الحزب الواحد على السلطة والتي لا يمكن لها أن تكون ثورة شعبية تشمل كل شرائح المجتمع وذلك للتباين في الأفكار والأيدولوجيات بين مكونات المجتمع .
ولذلك نجد الكثير من كتاباتهم في التسعينات وما بعد الألفين إلى يومنا هذا كلها تصب في البحوث والمقالات والدراسات المتعلقة بالثورات الشعبية التي تجعل من علم الاجتماع السياسي قاعدةً للانطلاق في عملية التغيير المجتمعي والتي تسبق الثورة.
وهذا التوجه الجديد كان سبباً لطرح التحالفات مع القوى السياسية والفكرية والمجتمعية لتكوين معارضةً يجمعها هدف واحد وهو السعي لإسقاط النظام الحاكم لتعذر نجاح ثورة شعبية تعتمد على الحزب الواحد في المرحلة السياسية العالمية الراهنة والتي تخالف ما كان عليه الأمر أيام القطبين الشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي والغربي بقيادة أمريكا.
وفيما يلي سيتم استعراض مختصر لتأصيل وتنظير مالك بن نبي في ما يتعلق بالخطوط العريضة  لنجاح الثورات الشعبية.
 الأول : يعتبر مالك بن نبي أن الثورة في جوهرها هي عملية التغيير.
يقول مالك بن نبي : ( إن ثورة  ما . هي في جوهرها عملية تغيير)
من كتابه/ بين الرشاد والتيه ص: 49
 ولذلك كثر في السنوات التي سبقت الثورات في الدول العربية تداول مصطلح ( التغيير ) في خطابات رموز التنظيم الإخواني السعودي وخاصة سلمان العودة وعلي حمزة العمري ونواف القديمي ومحمد حامد الأحمري وغيرهم بل تجد أن شعار منظمة وقناة ( فور شباب ) هو التغيير بالإضافة لتسمية أكاديمية الثورات والتي تشرح طرق الثورة ومواجهة رجال الأمن (بأكاديمية التغيير) .
وكأنها بالإضافة لمشروعها الاجتماعي للتغيير كانت شفرة للإعداد للثورة.
الثاني : إن التغيير المقصود به تغيير فكر الإنسان والذي يعد نواةً لعملية التغيير الكبرى وهي تغيير المجتمع ويكون هذا التغيير وفق المنظومة الثورية ويعمل على تحقيق أهدافها وفق عملية يتم الإعداد لها بالفكر الفردي ثم تكبر لتشمل الفكر الجمعي لتنطلق بعد ذلك كحراك ثوري على أرض الواقع بعد أن تمَّ تحرير مخزونها من الطاقة الثورية الهائلة المكونة من مجموعة المظالم الاجتماعية التي كانت نتاج عمل متواصل وملفق ومبالغ فيه من قبل القائمين على المشروع الثوري.
وفيما يلي بعض النقولات عن مالك بن نبي :
1 ) – يلخص ذلك مالك بن نبي بنقل عبارة عن الثائر الماركسي جيفارا ثم يعلق عليها فيقول : (  أدلى به " جيفارا  "  في حديث عن الثورة يقول فيه :" إذا لم يعن بتغيير الإنسان فالثورة لا تعني إذن شيئا بالنسبة لي ".
فهذه كلمات في منتهى الوضوح ، وفي منتهى الصفاء ، وفي منتهى الدقة إنها تضعنا في صلب الموضوع ).
من كتاب: بين الرشاد والتيه ص/ 50
2 ) - ويقول مالك بن نبي: ( على أية حال ، فالثورة لا تستطيع الوصول إلى أهدافها ، إذا هي لم تغير الإنسان بطريقة لا رجعة فيها من حيث سلوكه وأفكاره وكلماته .
وإذا ما نظرنا إلى الأمور في عمقها ،فإن ثورة  ما ، لا بد لها أن تسير طبقاً للقانون الاجتماعي الذي تشير إليه الآية الكريمة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " الرعد آية 12 )
من كتاب: بين الرشاد والتيه ص/ 54
3 ) – ويقول مالك بن نبي: ( إننا نرى كل ما يغير النفس ،يغير المجتمع )
من كتاب: ميلاد مجتمع ص / 80
4 ) – ويقول مالك بن نبي: (إذا كانوا يغيرون ما بنفس الفرد ، ذلك التغيير الذي هو الشرط الجوهري لكل تحول اجتماعي رشيد ). من كتاب: شروط النهضة ص/ 33
5 ) – ويقول مالك بن نبي : ( ولاشك في أن الأزمة السياسية الراهنة تعود في تعقدها إلى أننا نجهل أو نتجاهل القوانين الأساسية التي تقوم عليها الظاهرة السياسية ، والتي تقتضينا أن ندخل في اعتبارنا دائماً صلة الحكومة بالوسط الاجتماعي ، كآلة مسيرة له وتتأثر به في وقت واحد؛ وفي هذا دلالة على ما بين تغيير النفس وتغيير الوسط الاجتماعي من علاقات متينة ، ولقد قال الكاتب الاجتماعي بورك : " إن الدولة التي لا تملك الوسائل لمسايرة التغيرات الاجتماعية لا تستطيع أن تحتفظ ببقائها ".
ومن الواضح أن السياسة التي تجهل قواعد الاجتماع وأسسه ، لا تستطيع إلا أن تكون دولة تقوم على العاطفة في تدبير شؤونها ، وتستعين بالكلمات الجوفاء في تأسيس سلطانها، ولن تستطيع فهم هذه الملاحظات الاجتماعية إلا إذا فهمنا الآية الكريمة التي اتخذها العلماء شعاراً لهم في تأسيس دعوتهم " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" الرعد 12).
من كتاب : شروط النهضة ص/ 34
6 ) – ويقول مالك بن نبي: ( وإنها لشرعة السماء : غيّر نفسك تغيّر التاريخ ).
من كتاب: شروط النهضة ص / 35
7 ) – ويقول مالك بن نبي : ( من المعلوم أن كل مجتمع يحتوي مشكلة أفكار دارجة تحرك الجماهير ، كما يحتوي مشكلة أفكار علمية تخص المثقفين).
من كتاب: الظاهرة القرآنية ص/ 58
والكلام في هذا يطول ولكن للاختصار يكتفى بهذا.
الثالث : كما هو معلوم أن الثورة تكون على الاستعمار ولأنه لا يوجد استعمار واحتلال  أجنبي في البلاد الإسلامية فلذلك وضع مالك بن نبي مصطلحا جديدا يسوغ من خلاله الثورات
وهو: ( القابلية للاستعمار) والذي هو الوصف الملازم لكل سلطة حاكمة لم تكن نتاج عمل القوى الثورية المتحالفة.وفيما يلي بيان ذلك:
1 ) –  يقول مالك بن نبي : (والحفاظ على مكتسباتها إلا إذا كان أثره في تصفية الاستعمار فعالاً في تصفية الإنسان من القابلية للاستعمار  فتصفية الاستعمار في الانسان تشرط تصفيته في الأرض ويجب أن تتقدمها) .
من كتاب : بين الرشاد والتيه ص/ 51
2 ) – ويقول مالك بن نبي : ( فأينما حل الاستعمار كان يلوث الإنسان ، حتى أصبحت تصفيته من رواسب الاستعمار أهم عمل ثوري في الثورة).
من كتاب مالك بن نبي : بين الرشاد والتيه ص/ 52
ولذلك يمهد التيار الثوري دائما بأن الأنظمة الحاكمة عميلة لقوى الاستعمارومن رواسبه وأن البلاد في حالة من التبعية للمستعمر لكي يدخل المجتمع وكأنه محتل من قبل الاستعمار عبر القابلية للاستعمار الموجودة فيه وفي نظامه الحاكم لكي يسحب بعد ذلك شرعية الثورة على الاستعمار الحقيقي المتواجد على الأرض لتشمل الثورة على النظام الحاكم الذي هو يقوم مقام الاستعمار بتبعيته وعمالته له.
الرابع : التغيير الذي يمهد لقيام الثورة  لابد يحتوي على ما يلي:
   1 ) _ موضوع التغيير وهو( موضوع الثورة)
يقول مالك بن نبي: ( وأما طبيعة التغيير فإنها تتحدد في نطاق الجواب على السؤال التالي: ما هو الموضوع الذي يجب تغييره ، ليبقى التغيير متمشياً مع معناه الثوري؟.
المشكلة تبدأ من نقطة الاستفهام هذه ، فمن هذه النقطة بالذات تنشأ في الأذهان الالتباسات والشبهات.
وينبغي على الثورة لتفادي الابهام أن ترسم خطاًّ واضحاً حول موضوع التغيير حتى لا يبقى مجال للخلط .
أما إذا أسلمت الأمور إلى الغموض والضباب فإن أي انحراف سيكون متوقعاً ، وسوف تظل الثورة معرضة لأن تترك مكانها –دون أن تعلم- لشبه ثورة ، تستبدل بالكيف الكم وبالتغيير الجذري الضروري شبه التغيير)
من كتاب: بين الرشاد والتيه ص/ 49-50
  2 ) -  منهج التغيير(منهج الثورة) .
يقول مالك بن نبي : ( إن لكل ثورة منهجاً يتضمن المبادئ التي تسير عليها كما يتضمن فحوى القرارات التي ستمليها عليها ظروف الطريق )
من كتاب : بين الرشاد والتيه ص/ 16
  3 )  – أسلوب التغيير (أسلوب الثورة)
يقول مالك بن نبي : ( إن ثورة ما ، هي في جوهرها عملية تغيير غير أن لهذا التغيير أسلوبه وطبيعته ؛ فأما الأسلوب فيتسم بالسرعة ليبقى منسجما مع التنسيق الثوري )
من كتاب :بين الرشاد والتيه ص/49.

والخلاصة : أن الحراك الثوري التعبوي على الساحة السياسية والاجتماعية يقوم على علم الاجتماع السياسي وما تمَّ فيه من نظريات اجتماعية تفعَّل في معامل الفكر المجتمعي لتغيير الثوابت التي قام عليها بناء المجتمعات وأمنها واستقرارها مما يسهل عملية نجاح الثورات الشعبية.
ووفق المرحلية في التغيير يعاد صياغة العقل الجمعي للمجتمع فيما يوافق مخطط  مفكري التحالف الثوري .
وبشعارات رفع الظلم الاجتماعي والحقوقي والسياسي يتم تعبئة الرأي العام للتمهيد لثورة يعتقد فيها الخلاص وهي في حقيقتها الانتقال لنظام الحكم الليبرالي الديمقراطي المضاد لحكم الإسلام.
ولذلك تجد الاتفاق على النظام الديمقراطي الغربي بين كل مكونات الحراك الثوري من ليبرالية أو اسلامية مزعومة محدثة .
بل نجد أن الحركات الاسلامية المحدثة وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين تكفلت بتحريف نظام الحكم الاسلامي  خدمة للغرب الداعم ولبقية المكونات المشاركة في الحراك الثوري.
نحن لسنا بمواجهة تيارات ثورية تريد اسقاط هذا النظام أو ذاك . بل نواجه تحالفا ليبراليا إخوانيا صفويا يريد القضاء على النظام الاسلامي في الحكم الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وقام بتدوينه فقهاء الاسلام في مؤلفاتهم.
إن الفكر الغربي السياسي هو الذي يقود هذا الحراك الثوري
كما أن الفكر اليوناني الفلسفي هو من قاد الحراك البدعي للمعتزلة في التاريخ الإسلامي والذي يتجدد في وقتنا المعاصر في الجانب العقدي والجانب السياسي.
ولذلك نجد هذا الكم الهائل من المؤلفات في الجانب السياسي المحدث المنسوب زوراً للإسلام من قبل المنتمين لتنظيم الإخوان المسلمين وحلفائهم من الكتاب الليبراليين والشيعة.
وليس بمستغرب هذه الحملة المنظمة التي يشنها المنتمون للتحالف الثوري الليبرالي الإخواني الشيعي الصوفي على دعوة التوحيد السلفية فلقد وجدوا فيها سداّ منيعا تصدى لغزوهم الثوري على النصوص الشرعية لتحريفها وعلى بلاد الحرمين السعودية لإشعال الثورة فيها.
فلابد من مواجهة هذه الرموز الفاسدة والتي سعت فساداً في عقول المسلمين في الجانب العقدي والفقهي والدعوي والسياسي بكل قوة وبيان علمي لكشف خطرهم على الإسلام وأهله.
اللهم احفظ المسلمين وبلادهم من كيد الكفار ومكر الفجار.

كتبه العبد الفقير للإله الغني القدير: عايد بن خليف السند الشمري .
27/10/1435