الاثنين، 2 فبراير 2015

كشف حقيقة العلاقات والتنسيق للثورات بين تنظيم الإخوان المسلمين وأمريكا وبريطانيا

                                    بسم الله الرحمن الرحيم
من خلال ماسأذكره من الأدلة سيتم كشف حقيقة العلاقة بين تنظيم الإخوان المسلمين وأمريكا وبريطانيا.
ممالاشك فيه أن اهتمام تنظيم الإخوان المسلمين بالتقارب مع الغرب والنصرانية واليهودية  يتضح جلياًّ  في  أمرين :
الأول : البيان الصحفي الذي ألقاه المؤسس حسن البنا بالمركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة بمناسبة مرورعشرين عاما على تأسيس أول شعبة للإخوان كما نقل ذلك عباس السيسي المبايع والمعاصر لحسن البنا حيث ينقل عن حسن البنا أنه قال: (وليست حركة الإخوان المسلمون حركة طائفية موجهة ضد عقيدة من العقائد أو دين من الأديان ، أو طائفة من الطوائف ، إذ أن الشعور الذي يهيمن على نفوس القائمين بها أن القواعد الأساسية للرسالات جميعاً قد أصبحت مهددة الآن بالإلحادية والإباحية ، وعلى الرجال المؤمنين بهذه الأديان أن ىيتكاتفوا ويوجهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من هذين الخطرين الزاحفين .) انتهى .
من كتاب: في قافلة الإخوان المسلمون . 1/262- 263
 الثاني : لقاء المرشد الثاني  للإخوان  المسلمين حسن الهضيبي  مع صحيفة ( الأسوستيدبرس) بتاريخ 4/6/1953 م.
قال حسن الهضيبي :- (( وإني أود أن ألفت الأنظار إلى محاولات خبيثة تقوم بها بعض
العناصر الغربية لإعطاء صورة كاذبة عن الإخوان المسلمين .وهذه المحاولات تهدف إلى خلق شعور عدائي بين الإخوان والغرب .
وإني أعتقد أن العالم الغربي سيجني أعظم الفوائد بمحاولته فهم مبادئنا فهما جيدا ،
وبدراستها في ضوء من العدل وعدم التحيز ، وإني لمتأكد أن العالم الغربي عند ذلك سيقتنع تمام الإقتناع بعظم الفائدة التي سيجنيها ، وسيقلع عن تصور الإخوان المسلمين في صورة " شبح مخيف " تلك الصورة التي حاول البعض رسمها عن الإخوان وإني لمتأكد أن الغرب سيجد في الإخوان المسلمين أكثر العوامل كفاءة للعمل في سبيل تقدم الإنسانية وتحقيق الرفاهية للشعوب، واستقرار السلام بين الأمم المختلفة )) انتهى
من كتاب :- الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 3 /130
قال أبوعبدالله :- ولذلك تجد أن الإخوان المسلمين يكثرون من وصف أمريكا والغرب بالعدل ويعملون على التأصيل لمشروعية الدعم الغربي والأمريكي لثوراتهم وفق فقه الحركة الذي ابتدعوه لتسويغ وتشريع كل مايقومون به من مخالفات لظاهر النصوص الشرعية في الكتاب والسنة.
ولذلك لايستغرب من الإهتمام الأمريكي بتنظيم الإخوان المسلمين والحرص على انتشار منهجهم وفكرهم في العالم الإسلامي وخاصة بالشرق الأوسط وترحيب الإخوان بذلك كان في عهد حسن البنا  المؤسس لهذه الجماعة .
فلقد ذكر ذلك  المؤرخ الإخواني عباس السيسي المعاصر والمبايع لحسن البنا حيث قال:( مقابلة مستر وليام فراري
مربالقاهرة مستر وليام فراري من كبار الشخصيات الأمريكية المعنية بدراسة مختلف شئون العالم ، وقد قابل فضيلة الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمون ، وقد أدلى بحديث خاص لمندوب الإخوان المسلمون أعرب فيه عن تقديره لحفاوة الإخوان المسلمون به طيلة رحلته في الشرق، وكان مما قال : ومن أقوى الانطباعات التي خلفتها رحلتي في ذهني مالمسته من قوة وحيوية الإخوان المسلمون في مصر ، فأينما ذهبت وجدت أعضاءها يكرسون حياتهم للدعوة ، وفي الدول العربية الأخرى يتزايد اهتمام الشعوب بتلك الدعوة ، كما يتجلى ذلك في قوة شعب الإخوان في سائر الأقطار العربية.
إن إيماني قوي بالدين وأعتقد أن المبادئ الدينية للإخوان يجب أن تعرف وتنشر على أوسع نطاق ممكن في سائر أنحاء الشرق الأوسط وفي الإمكان تحقق ذلك بصفة فعالة إذا أوفد عدد كاف من الزعماء والمنظمين لتنوير أذهان المسلمين في كافة الدول العربية بتعاليمهم ومبادئهم السامية.)
انتهى.
من كتاب: في قافلة الإخوان المسلمين لعباس السيسي . 1 / 186-187
ونقل في حاشية الكتاب 1/ 186  مصدر المقابلة من جريدة الإخوان ( العدد 458 في 30 أكتوبر 1947
بل وصل الأمرباهتمام الغرب لوصول الإخوان المسلمون للسلطة إلى دعمهم في انقلابهم وثورتهم على الملك فاروق .
فقامت أمريكا بالتواصل مع جمال عبدالناصرورفاقه الضباط الأحرار وقامت بريطانيا بالتواصل مع الإخوان المسلمين لإعطائهم الموافقة الأمريكية البريطانية للثورة
  والدليل على ذلك إقرار صلاح شادي بالإتصالات التي تمّت بين الإخوان المسلمين والإنجليز لمعرفة موافقتهم  على  الثورة على الملك فاروق وإسقاط حكمه .
حيث ينقل لنا صلاح شادي مادار بينه كممثل لتنظيم الاخوان المسلمين وبين جمال عبدالناصر كممثل لحركة الضباط الأحرارللتخطيط لقيام ثورة 23 يوليو 1952فقال مانصه : ( إحتمالات التدخل الخارجي : 
أما من ناحية ردود الفعل الخارجية ، فقد اتفق الرأي من خلال الحوار ،على أن دولتين فقط هما أمريكا وإنجلترا يحتمل تدخلهما ، وقال عبدالناصر في هذا الشأن إن أمريكا لن تقف في صف الملك إذا حدث الانقلاب ، بل إنها تؤيد أي ثورة أوانقلاب يطيح به ، وقد فهم ضمناً أنه يبني رأيه على أساس معلومات استطاع بعض زملائه الحصول عليها نتيجة صلة صداقة أو عمل مع مسؤولين في السفارة الأمريكية ، وقال إنه ليس لديه معلومات عن سياسة إنجلترا وموقفها في هذا الشأن ، وهنا أجاب الإخوان أنهم يعلمون أن موقف الإنجليز لن يختلف عن موقف أمريكا ، وقد فوجئ عبدالناصر تماماً بهذا القول وأبدى دهشته من هذه المعلومات وكيف حصل عليها الإخوان ، وسأل عن مصدرها وألح في التأكد من صحتها مرة ثانية " وقد تأكد الإخوان فعلاً مرة ثانية وأخبروه " ويجب التنويه إلى أن دهشة عبدالناصر من حصول الإخوان على هذه المعلومات كان سببها أنه لم يتصور أن عندهم القدرة على معرفة رأي الإنجليز بصورة أكيدة ، كما أن المستقبل كشف عن اختلاف مصدر المعلومات بالنسبة للضباط الأحرار ومصدرها بالنسبة للإخوان ، وقد كشف الإخوان لعبدالناصر في الوقت المناسب عن مصدرها ، ومن ناحية أخرى كشفت الأيام عن حقيقة علاقة عبدالناصر بأمريكا . ولازالت تتكشف عن الجديد.
ويحسن أن نشير هنا إلى كيفية وصول هذه المعلومات عن الإنجليز إلى الإخوان .. فقد كان المستشار محمد سالم وهو مستشار قانوني في إحدى الوزارات على علاقة زمالة وصداقة ببعض الإخوان " الأخ منير دله والأخ صالح أبورقيق" وكان للمذكور نشاط سياسي عن طريق صلاته ببعض أعضاء الأحزاب ،كما كان يتقرب من الإخوان ، وكان في نفس الوقت على صلة ببعض الشخصيات الإنجليزية الكبيرة التي تعمل في مصر ، وكذا بأركان سفارتهم  " وكان الإخوان على علم بنشاطه " وقد حاول الإنجليز عن طريقه أن يستشفوا موقف الإخوان من الملك حين كان مسافراً إلى أوربا بعد زواجه الثاني ، حيث جاءهم المستشار المذكور بفكرة أو أمنية الإنجليز بعدم عودة الملك إلى مصر وتحبيذهم لقيام انقلاب ضده ، وأنهم لن يعارضوا مثل هذا الإنقلاب ).انتهى
من كتاب: صفحات من التاريخ حصاد العمر. ص / 175- 176 . تأليف صلاح شادي.
وصلاح شادي ممن بايعوا حسن البنا وكان رئيسا لقسم الوحدات في التنظيم السري للإخوان المسلمين الذي أنشأه حسن البنا كجناح عسكري للتنظيم.
يحدثنا صلاح شادي عن بيعته: ( كانت تجربة رائدة تلك التي مرت بي في سنة 1943 إثر بيعتي للإمام الشهيد حسن البنا بعد لقائي معه ليلة السابع من رمضان في مركز كفر الزيات .).انتهى.
من كتاب: صفحات من التاريخ حصاد العمر . ص / 9 . تأليف صلاح شادي .

قال أبو عبدالله : لقد كان يزعج أمريكا وإنجلترا والغرب الإستقرار السياسي الذي كانت تعيشه الدول العربية مما ينشأ عنه  بإذن الله  نمو اقتصادي وتطور صناعي يؤدي لظهور قوة عربية في المنطقة وخاصة بعد اكتشاف النفط ووجود تقارب سعودي مصري في تلك الحقبة الزمنية .
فكانت المؤامرة لإدخال المنطقة في فوضى الثورات والتي كانت شرارتها وبدايتها بمصر لتنتقل بعد ذلك إلى العراق واليمن وليبيا وسوريا وتقوم بتهديد السعودية .
وقد كان للإخوان والقوميين الناصريين الدور الكبير في تحقيق تلك المؤامرة.
وماحصل من خلاف بين الإخوان وجمال عبدالناصر إنما كان خلافا على الغنائم السياسية وكراسي الحكم.
ولاشك أن الغرب كلما وجد أن الدول العربية حصل لها الإستقرار السياسي والذي ينشأ عنه بإذن الله النمو الإقتصادي والصناعي والسلم الأهلي .  يقوم الغرب بتكرار فوضى الثورات ليدخل المنطقة العربية في صراع داخلي يؤدي لعدم الإستقرار الأمني والنمو الإقتصادي والإحتراب الأهلي لكي تستمر هيمنة الغرب على دول المنطقة.
ومما لاشك فيه أن الدعوة الإسلامية تأثرت كثيراً بنتاج الثورات التي حصلت في الخمسين من القرن العشرين وكان لليبرالية الرأسمالية والشيوعية الإشتراكية دوراً كبيراً في عرقلة مسيرة الدعوة الإسلامية وتأكد هذا في الدول التي قامت بأعقاب الثورات والإنقلابات المسلحة كمصر والعراق وليبيا وسوريا.
وعندما عادت مسيرة الدعوة الإسلامية بقوة وانتشرت الجامعات الإسلامية والمؤلفات الإسلامية وخاصة كتب الحديث والسنة وعقيدة التوحيد السلفية ووجدت مرجعيات علمية كابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله تتصف بالحكمة والإخلاص والتمسك بالسنة والدعوة للتوحيد ، هاهو الغرب يكرر فوضى الثورات بمساعدة تنظيم الإخوان المسلمين والأحزاب القومية الناصرية والليبرالية لكي تدخل الدول العربية بفوضى لايشك العاقل والمنصف بأنها تستهدف الدعوة الإسلامية لتشويه صورتها بإبراز مكونات خارجية دموية أعملت السيف في رقاب المسلمين لتنشرفوضى يتم توظيف ذلك من قبل الغرب لنسبة ذلك للإسلام وتشويه صورته في الإعلام .
وفي الجانب الآخر من نتاج الفوضى الناشئة عن الثورات نجد دعوة لتحكيم الليبرالية السياسية والديمقراطية الغربية من قبل المكون الإخواني للتحالفات الثورية .
فنتج عن ثورات مايسمى بالربيع العربي مدعّي للجهاد قام بتحريفه للإرهاب وسفك دماء المسلمين ظلما وعدوانا وآخر مدّعي للإصلاح والعدل والحكم الراشد يحرف الحكم الإسلامي بالدعوة لتحكيم الديمقراطية والليبرالية ذات  التعددية السياسية والحزبية.
فلاحول ولاقوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كتبه المتوكل على ربه القوي : عايد بن خليف السند الشمري
1436/4/13