الجمعة، 19 ديسمبر 2014

لا.. للفتنة القبلية والمناطقية المخطط لها من قبل أحزاب الحراك الثوري السياسية ودور الاستخبارات الأجنبية

                                              بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد
الحاضرة والبادية ، وقبائل الشمال والجنوب والوسط ، ومناطق الحجاز ونجد والجنوب والشمال والغربية والشرقية ...كلها جواهر منظومة في سلك الوطن السعودي الواحد الموحد والمتحد..

والكل يبحر في مركب الوطن السعودي الواحد..
نعم..أنا بدوي.
إستوطن والدي المدينة في حيّ يجمع بين البدو والحضر كتسمية دارجة متداولة تبقى في إطارها اللفظي دون نقلها لمعاني تحمل الفرقة والإختلاف  أو توظف سياسيا من قبل من يريدون الفتنة والشر والفرقة المؤدية للضعف في وحدة وقوة  وأمن الوطن .
قال الله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى ) . متفق عليه .
نعم..أنا بدوي وصديقي وأخي وجاري في الحي حضري.
نعم..أنا بدوي كمصطلح منتشر يخالف حقيقة البدوي التي تعني من يرحل خلف الماء والكلأ ويتنقل من مكان لآخرولايستقر في مكان واحد يستوطنه كما هوالتعريف المعتمد للبدوي.
نعم.. أنا بدوي وزميلي في المدرسة حضري.
نلعب معاً..ونتسابق فيما بيننا.
نشتري من البقالة نفسها ، عصيراً وفطيرةً وحلاوةً لاتفرق هل آكلها حضريا أوبدويا؟!.
نعم.. أنا بدوي وأنهيت دراستي في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية مع صديقي وزميلي الحضري.
والتحقنا بجامعة المدينة وتزاملنا بالكلية نفسها ، وتخرجنا وحضر كل منَّا حفل الآخر وبارك كل منَّا للآخر، وتوظفنا وتزوجنا وأنجبنا.
نعم.. أنا بدوي ونصلي في مسجد الحي جميعا الحضر والبدو في صفّ واحد وخلف إمام واحد.
تجمعنا عقيدة واحدة ، وننتمي لأمة واحدة .
نشارك بعضنا في الأفراح..
ونواسي بعضنا في الأحزان..
أبنائي البدو أصدقاء لأبنائك الحضر..
وبناتي البدويات على طاولة واحدة في المدرسة مع بناتك الحضريات..
أليس أنا البدوي وأنت الحضري ، وأبنائي البدو وأبنائك الحضر ، وبناتي البدويات وبناتك الحضريات نستظل تحت سقف وطن واحد..

أنا سيف بدوي..وأنت سيف حضري..وكل مناَّ في غمد الوطن الواحد ندافع عنه في وجه عدو واحد لايفرق بين بدوي وحضري  ، ولاحجازي ونجدي ، ولاشمالي وجنوبي.
وإنما يريد إلحاق الضرر والهزيمة بالوطن السعودي ، والمواطن السعودي ..

لكن يريد خونة الوطن الفتنة بين أبناء الوطن الواحد خدمة لأعداء الوطن.
فعندما قام أبناء الوطن بإحباط مؤامرة المتحالفين في الحراك الثوري من أحزاب ليبرالية وإخوانية وصفوية وقومية ناصرية اشتراكية  ممن وجدت في الخيانة لوطنها وتنفيذ أجندة أعدائه قاسما مشتركا يجمعها .

هاهي تسعى لفتنة مناطقية والعمل لإحياء عصبية بدوية وحضرية جاهلية لكي تحصل فوضى في المجتمع يسهل لهم توظيفها لمكاسبهم السياسية الحزبية .

لقد وجد تحالف الحراك الثوري ومن يدعمه إقليمياً ودولياً أنفسهم مكشوفي الخيانة والعداوة عبر ربيعهم الثوري المخطط له القيام في بلاد الحرمين البناء الشامخ المملكة العربية السعودية حفظها الله وسائر بلاد المسلمين ، واتضح للمجتمع السعودي بكل مكوناته ومناطقه حقيقة مكرهم وكيدهم ، وخبث مؤامراتهم ، وخسة عمالتهم وخيانتهم .

فسارعوا بالإختفاء بعيداً عن الأنظار لفترة قصيرة نحو سراديب المؤامرات العلقمية الخائنة ، ليظهروا للسطح بمعاطف الثعالب الناصحة المتباكية على حقوق البدو أو حقوق الحضر المسلوبة، وحقوق المنطقة هذه المسلوبة من قبل تلك المنطقة.

هذا قالبهم المزيف الذي يبطن في داخله قلباً حاقداً على صمود بناء الوطن السعودي .
فهم مازال الولاء لديهم لأحزابهم ، وطرحهم يخدم فكرهم ،ومقصدهم نجاح مشروعهم الثوري الممول من الخارج إقليمياً كان أو دولياً.
يريدون نصرا لمؤامراتهم وهزيمة تلحق الوطن السعودي ومواطنيه.

إن تحالف الحراك الثوري بإثارته للفتنة القبلية والمناطقية إنما يريد استخدام القبيلة والمنطقة معولاً اجتماعيا للهدم ليحقق من خلاله مكسباً ونصراً سياسيا لمكوناته الحزبية المتحالفة ولمن يموله أدبياً ومادياً من قوى إقليمية ودولية.

بل نجد إن القبيلة انقسمت إلى حاضرة وبادية في زمن مضى قديماً ، ومنذ عقود استقر الأمر بالقبيلة بقسميها يتشاركان في استيطان المدن والقرى نفسها ، وإنما هناك سابق وآخر لاحق ، وتقاسم الكل العيش في الوطن السعودي الأم.
فهم بقسميهم جنودا للوطن يقومون بحمايته بإذن الله تعالى.
فمنهم الأطباء والطيارون والمهندسون والموظفون في القطاعات العسكرية والمدنية .
ومظلومهم تأخذ الدولة له حقه من ظالمه عبر محاكم شرعية يحكم بها قضاة شرعيون وجهات للتحقيق والإدعاء وقوى أمن تجد فيها أبناء القبيلة بقسميها وتجد فيها أبناء المناطق في تواد وتراحم وتعاطف وتعاون وزمالة في العمل وصداقة وحسن جوار.
إن أبناء الوطن السعودي بقبائله ومناطقه ، وبحجازه ونجده ، وبشماله وجنوبه، وبمدنه الشرقية والغربية ، كلهم في مركب الوطن الواحد.

وأما العدو الخارجي ، والخائن الداخلي ، فيقومان ياستهداف جسد الوطن الذي أي ضرر يلحقه كبناء يلحق ولابد مواطنيه كأبناء.

فلابد من توحد الجهود من قبل مكونات الوطن ومناطقه لإحباط مكر مؤامرات الأعداء.
ولابد من الأخذ على يد العابثين بوحدة الوطن وسلمه الأهلي من أفراد وجماعات وقنوات اعلامية أصبحت معاول هدم في بناء الوطن وخطرا يهدد أمنه ووحدته واستقراره.
اللهم احفظ بلاد الحرمين بلاد التوحيد والسنة البناء الشامخ المملكة العربية السعودية من مكر الأشرار وكيد الفجار وسائر بلاد المسلمين..

كتبه: المتوكل على ربه القوي / عايد بن خليف السند الشمري
الجمعة الموافق 27/ 2/ 1436