الجمعة، 9 نوفمبر 2012

رسالة لإخواني أهل الكويت..قبل الطوفان

                                                بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  .
أما بعد :-
رسالتي ونصيحتي لإخواني الكويتيين هي أنني أنصح نفسي وإياكم بتقوى الله عزوجل قال  الله تعالى : ( ياأيهاالذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
وأنصح نفسي وإياكم بالقيام بمايرضي الله تعالى :-
قال النبي صلى الله عليه وسلّم ( إن الله يرضى لكم ثلاثا : أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرّقوا ، وأن تناصحوا من ولّاه الله أمرَكم ) رواه الإمام مسلم .
أيها الإخوة قال الله تعالى :- ( وماخلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون ) .
فالخلق خلقهم الله  تعالى لعبادته وتوحيده ، والعبادة كما يقول ابن تيميّة رحمه الله تعالى : - ( اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة).
ولابد لكل عبادة  مقبولة من شرطين :- الأول : موافقة الكتاب والسنة.
                                     الثاني: الإخلاص لله تعالى .

فكل عبد مسلم ينظر للمعتقد والقول والعمل الذي يريد أن يقدم عليه هل تحقق فيه  الموافقة للكتاب والسنة  وبالتالي اكتسب الشرعية وهل تحقق فيه الإخلاص  لله تعالى ليتم بذلك القبول.

ولذلك مايريد أن يقدم عليه بعض الإخوة الكويتيين من مظاهرات هي شرارة لإشعال نار الثورات  مبنية على غاية ووسيلة .

فأماّ الغاية فهي للمطالبة بتغيير دستور ديمقراطي ليكون أكثر ديمقراطية والمطالبة بالسماح لتعددية سياسية وفكرية مأخوذة من رحم الليبرالية السياسية.
فالغاية  محرّمة لمخالفتها  للكتاب والسنة ومطالبتها بحكم يضاد حكم الله تعالى .
وأما الوسيلة  وهي المظاهرات فلو فرضنا فيها الإباحة لكانت محرمة لأنها مفضية لغاية محرّمة ؛ فكيف إذا كانت بذاتها محرّمة لما يترتب عليها من الأضرار والفوضى المؤدّية للتقاتل بين أبناء المسلمين والتسبب في الفرقة  والتقاطع والتدابر والشحناء بينهم يبتدأ بالأسرة ليعمّ المجتمع المسلم كله.

وأمّا مايتعلّق بطبيعة الحركة الثورية والحراك السياسي الذي يقف خلفها فهي كالتالي :-

أولا :- تحالف بين أحزاب ليبرالية وقومية تقدمية مع أحزاب ذات نهج محدث مبتدع يقوم بتزوير الأحكام الشرعية لتسويغ ثورة ليبرالية إخوانية.

ثانيا :- استخدام  الأحزاب السياسية المتحالفة  فئة الشباب كوقود لإشعال نار الثورة  كالنموذج المصري .

ثالثا :- تحريك بعض أبناء القبائل بعد تهييجهم بخطاب يزعم أنه يحرّك أخلاقيات العروبة الكامنة في شخصية العربي من نخوة  ونجدة للمظلوم وحميّة ترفض الذل وكرامة تقاتل الهوان إلى غير ذلك من مفردات يجيد السياسي تحريكها لتحقيق مرحلية أولية لنجاح الثورة .

رابعا:- باستخدام السياسي لورقة الشباب والقبلية  تتسع رقعة النار المشتعلة وتتكاثر أعداد المتظاهرين لتغطّي على صغر حجم الأحزاب السياسية التي تقف خلف الثورة  ؛ ومن ناحية أخرى يتم التخلص من أي تبعات قانونية  تلحق رموز الأحزاب عند حصول أضرار تستوجب العقوبة القانونية .

والخلاصة :- في حال نجاح الثورة  تقطف الأحزاب السياسية المتحالفة ثمارها ..وتبقى آلام  الحروق الناتجة عن الثورة من نصيب وقودها ممن شارك من الشباب والقبائل .
وفي حال خسارة الثورة  يحمل رموز الأحزاب وخطبائها  المسئولية لمن كان وقودها من الشباب والقبائل عن أحداث القتل والضرب والفوضى وعدم سلميتها.

ولذلك يتعيّن على كل من خدع ببريق وعود القائمين على الثورة أن يراجع نفسه وذلك بعرض مايريد القيام به على الكتاب والسنة ومعرفة الحكم الشرعي فيه.
وإدراك حقيقة  التحالف  القائم على الثورة من جهة الأجندة  والمطالب التي يتخندق خلفها والأسس الفكرية التي يقوم عليها كل حزب من الأحزاب المتحالفة  والتي سوف يحكم ويسوس البلاد بها في حال نجاح الثورة ومدى موافقتها لماخلق الخلق لأجله وهو تحقيق عبادة الله تعالى للوصول برحمة الله تعالى لمرضاته والفوز بجنته سبحانه.

وختاما :- أسأل الله تعالى أن يحفظ الكويت  وسائر بلاد المسلمين بحفظه  وأن يجنبها الشرور والفتن .

كتبه :- المتوكل على ربه القوي / أخوكم  عايد بن خليف السند الشمري
         24/ 12 / 1433


















ليست هناك تعليقات: