الثلاثاء، 19 يوليو 2016

تنظيم الإخوان السعودي : توظيفه لفشل الإنقلاب التركي .. للإنقلاب الفكري على ثوابت المجتمع السعودي

                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  أما بعد.
الحمد لله على استقرار تركيا ، والحمد لله على عودة الأمن لتركيا ،والحمد لله على فشل الثورة أو الإنقلاب في تركيا .
نحمد الله على سلامة كل مسلم وكل بلد إسلامي.
نحمد الله على سلامة بلاد الحرمين البناء الشامخ المملكة العربية السعودية من الفتن والثورات والإنقلابات.
ونسأل الله الأمن والأمان لكل الشعوب والبلدان الإسلامية.
ونسأل الله الأمن والاستقرار للشعب السوري والعراقي واليمني والليبي وأن يرد الله كيد كل من أراد بهم شراًّ .
ونسأل الله أن يهزم روسيا وبشار وحزب الصفويين اللبناني والدولة الصفوية الإيرانية وينصر الشعب السوري.
ونسأل الله أن يهزم الحوثيين ومن حالفهم في اليمن ، وينصر الشعب اليمني.
ونسأل الله أن ينصر الفلسطينيين على العدو اليهودي الصهيوني ، ونسأله سبحانه أن تتحرر فلسطين كلها ولايبقى لليهود وجودا في كل شبر من أرض فلسطين الحبيبة.
فلاخير فيمن يفرح بأذى يلحق بالمسلمين أو ببلدانهم .
ولعلَّ المتابع لتصريحات ومقولات وكتابات تنظيم الإخوان المسلمين السعودي ، وحلفائهم  السياسيين من العروبيين والقوميين والليبراليين ممن يشاركونهم في الدعوة للثورات ، ويتقاسمون معهم العمل السياسي لتحقيق الديمقراطية وتحويل دولة التوحيد والسنة بلاد الحرمين إلى ملكية دستورية ذات تعددية سياسية ليبرالية ،ونظام ديمقراطي للحكم.
يجد المتابع  تماثل التوظيف لثورات ما يسمى بالربيع العربي مع التوظيف لفشل الإنقلاب التركي على حكومة أردوغان ضد بلاد الحرمين حكومة وشعباً.
فتجد الإسقاطات وتلقيح الكلام والتلميح بل والتصريح في النيل من القيادة السعودية والشعب السعودي لعدم تطبيقهم للديمقراطية الغربية كما هو الحال في تركيا ذات الدستور العلماني.
لؤم ضباع ، ومكر ثعالب ، وحقد غربان ، وخبث أفاعي ، في كل مقال لهم  يتم من خلاله توظيف ما حدث من فشل للإنقلاب في تركيا لإختراق العقل الجمعي للمجتمع السعودي لتشكيكه في ولاة أمره  ، وفي نظام الحكم بالشريعة الذي تقوم عليه بلاده.

إنها النذالة المتأصلة في طبيعة وتطبع المنتمين للتنظيم الإخواني فهاهم يمدحون البعيد الديمقراطي في حكمه وتزكية قيادته  ، ويذمون القريب وطنهم  في نظامه  الإسلامي الحاكم وقيادته.
هاهي جموع غربانهم تنعق بالطعن والهمز واللمز على وطن التوحيد وبلد الحرمين الشريفين ، في حين تكيل المديح على من تنص دساتيرهم على علمانية الدولة وديمقراطية النظام.
الإخوان المسلمون استقر أمرهم على  الدعوة للديمقراطية والليبرالية السياسية التعددية حقيقة ، وعلى رفع شعار اسلامية حزبهم تقية.
ومن غرائب التوظيف الاخواني وحليفهم الليبرالي القومي أنهم يفرحون لفشل الانقلاب في تركيا الديمقراطية لعله تنجح ثورة للحكم الديمقراطي الغربي في بلاد الحرمين السعودية .
وهاهم تنكشف سوءة فكرهم ودناءة موقفهم في دعوتهم للثورة في بلدانهم لتسفك دماء شعوبهم  وينعدم الأمن في أوطانهم في حين يقفون صفا واحدا حماية لدماء من يشاركهم في دعمه لثوراتهم ويفتح بلاده لتكون مأوى لاجتماعاتهم ومؤتمراتهم التي يتم فيه التخطيط لمؤامراتهم على بلدانهم وشعوبهم .
إن الدماء محرمة في تركيا وسوريا ومصر وليبيا والسعودية وماليزيا والإمارات وقطر والبحرين وكل بلاد المسلمين .
فما بال الفقه الحركي الباطني للقرضاوي وأفراخه من المنتمين للتنظيم السعودي والخليجي يحرم الدم التركي  وهو حرام بلا شك  في حين يُحل عبر تشريع الثورات دماء بقية الشعوب الإسلامية باستثناء من تحالف معهم ودعمهم  من الأنظمة .
وما بال فقههم الباطني  يحرم الخروج على النظام التركي الديمقراطي في حين يُحل ويضفي الشرعية على الخروج على بقية الأنظمة في الدول الإسلامية ويصف من يقوم بالثورات  فيها بالمجاهد ومن يثور في تركيا بالخائن !.
لقد كشف لنا فشل الإنقلاب في تركيا مدى خسة وازدواجية المواقف الإخوانية وحلفائهم من الليبراليين والقوميين .
وكذلك كشف فشل الإنقلاب في تركيا للشعب السعودي والشعوب الإسلامية ماهية وطبيعة المنتمين للتنظيم الإخواني وأنهم فكر مستأجر للداعم لهم وليس فكر حر يلتزم بالقيم والأخلاق والكرامة .
إن سيكيولوجية عضو التنظيم الإخواني نفعية وانتهازية وذات معايير متناقضة ومتضادة في مواقفها من الثورات وعمليات التغيير في البلاد الإسلامية.
موقف التنظيم الإخواني بالأمس ينقض موقفهم اليوم ، وموقفهم اليوم ينقض موقف الغد.
يفرق رموز باطلهم بين المتماثلات ، ويجمعون بين المتناقضات .
فقههم المزيف يقوم على تحقق علة النفعية لذواتهم أولاً ثم الفتات للمتحالفين معهم بل وللصفوف المتأخرة من المنتمين للتنظيم.
إن رموز التنظيم الإخواني والمتملقين لهم من المهزومين فكرياً انكشف من خلال فشل الانقلاب التركي مدى حقدهم على أوطانهم وشعوبهم فهم يفرحون بسلامة داعمتهم في ثوراتهم تركيا في حين يسعون لإلحاق الأذي  بشعوبهم وبلدانهم  بالدعوة للثورات وسفك الدماء وانعدام الأمن فيها .
لقد أثبت فشل الإنقلاب في تركيا للشعب السعودي أن تنظيم الإخوان المسلمين وحلفائهم من دعاة الديمقراطية بأنهم أنذال مع شعوبهم وأوطانهم يسعون ويتمنون الثورات والإضطرابات وانعدام الأمن لهم ، في حين يمنعون الثورات في دول داعميهم كتركيا. 
إن الثورة في تركيا محرمة كما هي محرمة في كل البلاد الإسلامية.
وإن دم المسلم التركي محرم كما هو محرم دم كل المسلمين.
هكذا تكون مواقف وفقه وأخلاق الشرفاء من المسلمين ، لا ازدواجية فيها ولا الكيل بمكيالين  كما هو صنيع ضباع اللؤم الإخوانية وحلفائهم .

وعلى بلادنا الحبيبة بلاد الحرمين الشريفين البناء الشامخ السعودية أن تعلم أن صراع الأفكار وسعي الأعداء للتسلل إلى العقل الجمعي للمجتمع السعودي لتغيير قناعاته  بثوابته يتطلب مواجهة فكرية وأمنية مضادة .
مواجهة تتصف بالسرعة والحنكة والذكاء والقدرة على تفكيك سلاح الخصم الفكري وتعريته وتدميره.
وختاما : اللهم احفظ بلادنا السعودية وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه .
كتبه الفقير لعفو ربه الكريم : عايد بن خليف السند الشمري.
15 / شوال / 1437


ليست هناك تعليقات: